الدودوك".. آلة تعزف أنغام منطقة الأناضول الحزينة

أفيون قرة حصار/عائشة حُميرة بولوفالي/الأناضول



تعد "الدودوك" أو ما يُعرف بالمزمار الأرمني، آلة موسيقية شبيهة بالناي، وتُستخدم عادة عند أداء الأغاني الحزينة نظراً لأنغامها الدافئة، ما جعلها وسيلة للتعبير عند سكان المناطق الداخلية في تركيا (الأناضول).



وفي معرض حديثه للأناضول عن آلة الدودوك، قال علي يلماز، أحد العازفين على الآلة المذكورة وعضو الهيئة التدريسية بقسم معهد الدولة للموسيقى بجامعة إسطنبول التقنية (حكومية)، إن الدودوك باتت منتشرة ومعروفة بشكل أكبر مقارنة بالماضي.



ووصف "يلماز" الدودوك بأنها آلة صعبة، ويحتاج العزف عليها لمهارة وإتقان، مؤكداً أنها مختلفة جداً عن الناي والمزمار العادي، رغم تشابه أشكالها.



وأضاف أن "الدودوك" آلة يغلب على صوتها الحزن، مبيناً أن هذا الأمر زاد من استخدامها في المناطق الداخلية من تركيا، التي تشتهر بأغانيها الحزينة.



وأشار "يلماز"، الذي يعمل منذ 41 عاماً في معهد الدولة للموسيقى في تركيا، أنه أول من يقدّم دروساً أكاديمية حول آلة الدودوك في بلاده.



ولفت إلى خلط الناس بكثرة بين آلتي الناي والدودوك، نظراً لتشابه شكليهما.



وتابع قائلاً: "الدودوك من آلات النفخ الهوائية. ويُعتبر الخشب الناعم المستخرج من شجرة المشمش المادة المثلى لصناعة هذه الآلة. كما أنها تُصنع من القصب أيضاً... يطلق عليها اسم بالابان في أذربيجان، وتُعرف باسم الدودوك الأرمني في جورجيا وأرمينيا."



وذكر "يلماز" أن الدودوك بات معروفاً ومنتشراً أكثر في تركيا مقارنة بالماضي، حيث باتت هناك معاهد لتعليم العزف على هذه الآلة.



وأردف: "آلة الدودوك لم تكن محظوظة مثل الآلات الموسيقية الأخرى. حيث لم تنتشر بالقدر نفسه وبقيت محدودة ضمن فئات معينة".



وأضاف: "لم تكن هناك معاهد أو مدارس في الماضي تعلّم كيفية العزف على الدودوك. وكنا نسمعها في المذياع فقط. حتى أننا لم نكن نستطع العثور عليها في الأسواق بسهولة".



وأفاد "يلماز" أنه كان أول طالب يلتحق بمعهد تعليم عزف الدودوك عند افتتاحه في جامعة إسطنبول التقنية.



وحول مناطق انتشار الدودوك بكثرة، قال "يلماز" إنها تتركز بشكل رئيسي في جنوب شرقي تركيا، حيث تنتشر الأغاني الحزينة.



وأضاف أن الآلة الموسيقية المذكورة، تُستخدم بكثرة أيضاً من قبل المغتربين الأتراك في البلدان الأخرى.



واختتم الأكاديمي التركي حديثه بالإشارة إلى الاهتمام الذي تحظى به آلة الدودوك في بلدان حول العالم أيضاً، موضحاً أنه أعطى دروساً حول كيفية العزف عليها، لمدة 3 أشهر في إندونيسيا.



تجدر الإشارة إلى أن آلة الدودوك تعتبر من أقدم الآلات الموسيقية، وقد استُعملت منذ حوالي 1200 سنة قبل الميلاد، أي أن عمرها أكثر من 3 آلاف عام.



وفي عام 2005، اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بآلة الدودوك كتراث. -