Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 29/03/2024 00:53 
News  > 

نشطاء غزة قابلوا التصعيد الإسرائيلي بموجة من "السخرية"

26.03.2019 17:20

في موجة تترجم "إدراك الشعب الفلسطيني بحالة التصعيد وأنها جزء من الحملة الانتخابية الإسرائيلية" وفق وجهة نظر متخصصة.

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول



على غير العادة، اختار نشطاء فلسطينيون كسر الصورة النمطية لردود أفعالهم حيال التصعيد الإسرائيلي على غزة، ليواجهوا الغارات بالنكات والتعليقات الساخرة.



واستبدل نشطاء الأخبار الجافة التي تتداولها عادة وكالات الأنباء بتعليقات ساخرة انتشرت بشكل كبير، عبر مواقع التواصل، لتخلق حالة من الفكاهة المحسوبة، والهدوء المتزن، بعيدا عن أجواء الهلع التي كانت تصاحب أصوات الانفجارات الضخمة في أي تصعيدٍ سابق.



وشنت المقاتلات الإسرائيلية، مساء أمس حتى فجر الثلاثاء، سلسلة غارات عنيفة على عدة أهداف في أنحاء غزة، ردا على إطلاق صاروخ من القطاع، سقط شمال مدينة تل أبيب.‎



** فكاهة ونكات



ومنذ سقوط الصاروخ الذي لم يعرف مصدره بعد، شمال مدينة تل أبيب، بدأ هؤلاء النشطاء بالتغريد بـ"عبارات فكاهية".



فمنهم من أوصى متهكّما بضمّ مدينة "تل أبيب" إلى منطقة "غلاف غزة" (المنطقة المحيطة بالقطاع)؛ وذلك لأن الصاروخ يعتبر الثاني الذي يسقط على مدينة تل أبيب في غضون أسبوعين فقط.



وقُصفت مدينة "تل أبيب" آخر مرة، أثناء الحرب الأخيرة التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة صيف 2014.



وفي أوقات التصعيد النسبي، ترد الأذرع المسلّحة للفصائل الفلسطينية على العدوان بقصف المناطق المحاذية لقطاع غزة والمعروفة بـ"غلاف غزة" فقط، بصواريخها.



كما تداول النشطاء، فيديو قصير لطفل يبدو أن صديقه أصيب بطلق ناري، وفي معرض حديثه عن مطلق النار، دخل الطفل في دوامة كلامية غير مفهومة حتّى وصل إلى عبارة "إحنا ملناش دخل (ليس لنا علاقة).



الناشط أمجد السلوت، نشر ذلك الفيديو، وأرفقه بتعليقات من قبيل: "قصة الصاروخ الذي سقط على تل أبيب"، و"يعني احنا ملناش دخل (لا علاقة لنا بالأمر)".



كما نشر الناشط إبراهيم أبو لطيفة صورة يقول فيها معقّبا على الصاروخ: "إحنا ملناش دخل، هذا البرق إلى عمل هيك (أي أنه هو أطلق الصاروخ)".



وبعد ساعات من سقوط الصاروخ، وما تلاه من تهديدات إسرائيلية برد قاسٍ وعنيف على قطاع غزة، نشر الناشط محمد وردة منشورا قال فيه "انتظار القصف أصعب من القصف نفسه".



أما الإعلامية كاري ثابت، فقد نشرت صورة للممثل المصري هاني رمزي في مشهد يبدو عليه ملامح الخوف، ومدوّن فيها "آه ياني يمّا .. آه ياني يمّا"؛ يرى ناشطون أنها تعبّر عن "الخوف وانتظار المجهول".



أبو عائد محمد، من سكان مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة المدينة التي انطلق منها الصاروخ، قال من جانبه: "رفح ليس لها إلا في المواضيع الكبيرة.. وأما الغلاف (غلاف غزة) كلام فاضي (لا قيمة له)".



فيما غرد العشرات من الناشطين، ونشروا منشورات منفصلة قالوا فيها إنهم"ينتظرون الرد الإسرائيلي وهم على أعصابهم".



واتجه هؤلاء لتفريغ حالة الخوف والقلق بإطلاق "النكات والعبارات الفكاهية من أجل الترفيه عن النفس"، على حدّ قولهم.



وفي ذات السياق، حينما أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين، عن بدء الغارات على قطاع غزة، شنّ غاراته الأولى بواسطة طائرة عسكرية مروحية.



ورد نشطاء على خبر القصف بعبارة: "كل هذا الانتظار عشان قصف أباتشي؟"؛ إذ كان الفلسطينيون يتوقعون ردا عنيفا جدا ومفاجئا من الجيش الإسرائيلي.



وفي تعليق له على صورة لعدد من الطائرات الإسرائيلية المروحية، قال الناشط مصطفى تيم : " هذا جراد".



وعن قصف الجيش الإسرائيلي لشركة "الملتزم" للتأمين والاستثمار (خاصة)، قال المصوّر عبد الحكيم أبو رياش متهكما من الهمجية الإسرائيلية: " ‏قصفوا الملتزم بغزة، وتركوا موقع الحشاشين (العسكري) برفح.. واضحة حرب ضد الإسلام".



ولدى إعلان حركة "حماس"، مساء الاثنين، نجاح الوساطة المصرية في التوصل لوقف إطلاق نار بين الفصائل وإسرائيل، قال الناشط محمد أبو محمد تعقيبا على الهدنة: "الهدنة عاملة مثل الصوص الأصفر(الفرخة)، تشتريه الصبح وبموت العصر".



وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت عن استئناف الدراسة في مدارس القطاع اليوم الثلاثاء، عقب الإعلان عن "الهدنة"، ما أثار موجة من السخط حول ذلك القرار.



الفلسطيني محمد أبو نظمي، وصف قرار التربية والتعليم أنه "بلا معنى"، وقال تعليقا على ذلك: "تعال أقنع الطلبة أنه يوم غدٍ هدنة".



وتداول بعض النشطاء الفلسطينيين صورة من داخل مدرسة يظهر فيها فقط نحو 3 أطفال يلعبون في الساحة.



** "لا يتحمل المزاح"



موجة الفكاهة تلك واجهت انتقادات من بعض النشطاء الآخرين، الذي قالوا إن الوضع "خطير بالفعل، ولا يتحمل المزاح".



في ذلك الصدد، قال الإعلامي معتصم زقوت في منشور له: " لا تستهويني أجواء نكشة الراس (الفكاهة) الفيسبوكية في هذه الظروف، ولا تستهويني المنطلقات الساخرة والكوميدية بينما غزة على وشك توديع خيرة من شبابها، نعم لرفع المعنويات والهدوء، لكن لكل مقامٍ مقال".



** إدراك فلسطيني



درداح الشاعر، أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى بمدينة غزة، أرجع موجة "الفكاهة والنكات" التي انطلقت تزامنا مع التصعيد الإسرائيلي إلى "إدراك الشعب الفلسطيني بحالة التصعيد، باعتبارها جزء من الحملة الانتخابية الإسرائيلية".



وقال الشاعر في حديث للأناضول، إن "الشعب الفلسطيني أكثر شعب في العالم خبر إسرائيل وعلم قوتها، فهو مدرب على تعاملاته مع هذه الأجواء".



وأضاف أن الفلسطينيين بدؤوا موجة السخرية لوجود خلفية مسبقة لديهم بأن "قرار التصعيد سياسي وليس عسكري".



ولفت إلى أن موجة الاستهزاء جاءت للتهكم بـ"عقلية (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو والإنسان الإسرائيلية، الذي لم يعد لديه حيلة أمام المقاومة".



وتابع: "يعلم الفلسطيني علم اليقين أن العقلية الإسرائيلية التي أرادت أن تستعيد جزءا من هيبتها الضائعة، لا يرد عليها إلا بالفكاهة والتندر".



واعتبر الشاعر التهويل الإعلامي الإسرائيلي لحالة التصعيد جاء "كصورة من صور الحرب النفسية ضد الفلسطينيين، وهم (النشطاء) استطاعوا مواجهة تلك الحرب".



وأراد الفلسطينيون بذلك، حسب الشاعر، إرسال رسالة بأن "التصعيد لن يؤثر في عزيمتهم وأنهم رغم ذلك يعيشون ويبتسمون".



** إليسا: "محتل وقح"



وفي خضم موجة الجدل والفكاهة التي انتشرت منذ مساء الاثنين، غرّدت المغنيّة اللبنانية "إليسا" على صفحتها في موقع "تويتر" قائلة : "أرض فلسطين تضيع ببطء، ونحن متفرجون، أي قانون وأي شرع يحوّل هذه الأرض من أرض سلام إلى أرض حروب؟".



ليرد عليها أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قائلا: " نعم حماس المسؤولة عن كل هذا الوضع المؤلم، صور المنزل في البلدة الإسرائيلية الذي تعرض لهجوم حماس الصاروخي الإرهابي، خير دليل على عدوانية وبشاعة الحركة".



فوصفت "إليسا" كلامه بـ"الوقاحة"، وقالت إن ذلك الكلام لا رد عليه إلا بـ"الحظر" عن موقع "تويتر".



وأطلقت المعنية اللبنانية وسم "محتل وقح#".



ولاقى ذلك المنشور تفاعلا كبيرا من النشطاء الفلسطينيين والعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. -



 
Latest News





 
 
Top News