صالحة.. شابة سورية تحدت الحرب والفقر بأناملها

حلب / عمر كوباران / الأناضول



فقدت كل عائلتها في قصف لقوات التحالف على بلدتها بريف دير الزور، شرقي سوريا، وفرت بعد ذلك من البلدة تحت وابل القصف، لتبدأ حياة جديدة في مناطق سيطرة الجيش الحر، شمالي البلاد.



الشابة السورية صالحة علوان (26 عاما)، وصلت قبل نحو 5 أشهر مدينة "الباب" الواقعة ضمن منطقة "درع الفرات"، ولجأت إلى بيت عمها هناك، وهو القريب الوحيد الذي بقي من عائلتها.



وكي لا تشكل عبئا على عمها الفقير، قررت الاعتماد على نفسها، وبدأت جمع الأواني والعلب المعدنية الفارغة، وتزيينها بأوراق ملونة، ومن ثم بيعها لمحال الهدايا.



صالحة علوان، واحدة من نساء كثيرات في سوريا تضررن بشكل كبير، لكنهن أصررن على تحدي الحرب والفقر، عبر الإبداع والعمل.



وفي حديثها لمراسل الأناضول، أفادت "علوان" أنها بعد القصف الجوي الذي أودى بحياة والدها ووالدتها وإخوتها، ومع ازدياد الهجمات البرية، اضطرت إلى الخروج من بلدتها، وانتقلت بداية لمناطق سيطرة منظمة "ي ب ك ـ بي كا كا " الإرهابية، لتنتقل بعد فترة وجيزة إلى مدينة "الباب".



وأوضحت أنها اتبعت دورات في فن المهن اليدوية، وبدأت صنع أشكال بسيطة مما تعلمته، لتكسب بعض المال، وتقوم بعد ذلك بتطوير عملها وتنويعه.



وأشارت أنها تصنع محافظ للأقلام، وأواني من كرتون، كما تزين علب الكونسروة بأشكال مختلفة، لافتةَ إلى أن عملها لاقى إعجاب سكان المنطقة.



وأعربت علوان عن أملها بالعودة إلى بيتها، حيث وُلدت، وبنائه من جديد، كما عبرت عن رغبتها في إتمام تعليمها بعد التوقف عنه جراء الأحداث التي شهدتها البلاد.



من جانبه، قال أبو عمر، صاحب أحد محال بيع الهدايا في "الباب"، إنهم يشترون الأعمال اليدوية من نساء المدينة، وبهذه الطريقة يكون دعما لهن في معيشتهن، لافتا إلى أنها تلقى إعجابا كبيرا من الزبائن.



يشار أن "ي ب ك" بدأت السيطرة على ريف دير الزور الشرقي عام 2017، بدعم من الولايات المتحدة.



وأطلقت في أيلول الماضي، حملة للسيطرة على ما تبقى تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي من مدن وبلدات في المنطقة، لتسيطر في 19 مارس/ آذار الجاري، على بلدة "الباغوز" آخر معاقل "داعش".



وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا، قتل منذ تدخله بالبلاد أكثر من 3 آلاف مدني، بينهم 924 طفلا و656 امرأة. -