بيد فتاة جامعية صومالية.. أثاث منزلي من علب بلاستيكية

مقديشو/ نور جيدي/ الأناضول



تحاول فردوسة علي إبراهيم، وهي صومالية عشرينية، كسر حاجز البطالة بتحويل علب بلاستيكية مستعملة إلى أثاث منزلي يلقى إقبالًا في بلد يعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة.



في زاوية من منزلها المتواضع يبدأ إعادة تدوير العلب البلاستيكية التالفة والمضرة للبيئة، إلى أشكال وأحجام مختلفة، من خلال عمل جماعي أسري.



تقول فردوسة، للأناضول، إن الفكرة جائتها من تبعثر وتكدس العلب البلاستيكية المستعملة في منزل عمها.



وتضيف الفتاة الصومالية، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصحة العامة: بدأت في جمع العلب من منزل عمي لاستثمارها، ثم تطور الأمر إلى صنع أثاث منزلي.



وتتابع أن الأفكار تبدو صعبة في الوهلة الأولى ولا تنسجم مع محيطك، لكن عندما تجد طريقها يتضح كل شى، ويتم إنتاج شتى أنواع الأثاث المنزلي بالعلب البلاستيكية المستعملة.



** مراحل عديدة



تعمل في الصومال أكثر من 10 شركات في مجال تعبئة المياه المعدنية والمشروبات الغازية في علب بلاستيكية وقارورات زجاجية.



غالبًا ما يتم إلقاء هذه العلب بعد استخدامها، وهو مايؤثر سلبًا على البيئة، في ظل عدم وجود شركات كبيرة تُعيد تدويرها.



تتطلب عملية إعادة تدوير العلب البلاستيكية مراحل عديدة، قبل تحويلها إلى مواد مُبدعة تستخدمها الأسر الصومالية التي تفضل هذه المنتجات الجديدة.



سليقة نور، متعاونة مع صاحبة الفكرة، تقول للأناضول إن أصعب مرحلة هي جمع العلب البلاستيكية الفارغة.



وتوضح أنه لا يوجد مكان محدد لجمع العلب، سوى دكاكين صغيرة تبيع نسبة ضئيلة من العلب لمُخزني القات (نبتة مخدرة).



وتضيف أنها تخصص يومًا أو يومين لجمع العلب بأحجامها المختلفة من المطاعم والدكاكين مقابل مبلغ مالي زهيد، إضافة إلى منازل الجوار والأقارب.



بعد جمع العلب المستعملة في المنزل تخضع لعمليتي غسل وتجفيف لإزالة الشوائب والأوساخ الملتصقة بها، ثم نثرها في ساحة المنزل لساعات من أجل تجفيفها، قبيل بدء عملية الإنتاج.



** طاولات متنوعة



غير بعيد من ساحة منزلها، تعكف فردوسة على إنتاج طاولتين في غرفة الجلوس.



في محيطها تنتشر أدوات الإنتاج من قلم ومسطرة وأشرطة لصق ومقص وصمغ لاصق، إلى جانب قطع طويلة من القطن.



تبدأ عملية إنتاج الطاولة بقطع العلب متوسطة الحجم بأشكال متطابقة، ثم رصها على شكل دائري في إطار شريط لصق، ثم مسواتها في الجانبين الأعلى والأسفل.



بعدها يتم لفها بقطعتين من الصوف، وعند اللمسات الأخيرة يتم وضع غلاف ملون من الأسفنج مزين من أزرار مضيئة، ليصبح على طاولة في غاية الروعة.



تختلف أحجام الطاولات، بحسب فردوسة، باختلاف عدد العلب المستخدمة، إذ تدخل في الطاولة الكبيرة نحو 396 علبة، مقابل قرابة 180 للمتوسطة، وبين 65 و80 للطاولة الصغيرة.



** طلبات يومية



عند كل صباح تستقبل فردوسة قائمة من الطلبات، بفضل انتشار منتجاتها وأفكارها عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلي.



تلتفت استرلين أحمد، إحدى زبائن فردوسة، يمينًا ويسارًا لترى روعة الأثاث المنزلي حولها.



وتقول للأناضول إنه عمل فريد أن تحول المخلفات المنزلية إلى هذه الابداعات، شىء مثير يستحق الشراء.



وتتابع استرلين أن هذه المنتجات صديقة للأسر، فهي خفيفة ورخيصة، ولا تنكسر فتؤذي أصحابها، وهي سهلة التنظيف وطويلة العمر مقارنة بنظيرتها الزجاجية التي لا تصمد طويلًا.



تعتمد فردوسة على صفحات التواصل الاجتماعي لنشر منتجاتها من أجل كسب زبائن جُدد.



تنشر الفتاة الصومالية حلقات ترصد عملية الإنتاج وتسليم المنتجات لبعض الزبائن، ويزيد عدد المعجبين بها في صفحات التواصل الاجتماعي يومًا بعد آخر.



** أسعار متفاوتة



تختلف الأسعار حسب نوعية الأثاث وحجمه، مثل الطاولات والكراسي وأدوات المطبخ.



تتراوح الأسعار بين 840 ألف شلن صومالي (حوالي 35 دولارًا) للطاولة الكبيرة.



بينما يبلغ سعر الطاولة المتوسطة 576 ألف شلن (نحو 24 دولارًا)، والصغيرة بـ384 شلن (قرابة 16 دولارًأ).



وتتراوح أسعار أدوات المطبخ والمكتبات بين 5و7 دولارات.



ولا تقتصر منتجات فردوسة وزميلاتها على تحويل العلب البلاستيكية المستعملة إلى أثاث منزلي.



تصنع الفتيات أيضًا أدوات لحفظ البهارات وملاعق، إضافة إلى مستلزمات للمكاتب، مثل صندوق صغير لوضع الهواتف المحمولة وحافظات لأقلام.



ومن علب الكرتون المستعملة تصنع فردوسة موادًا مختلفة مفيدة، منها: خزانة أحذية، طاولات شاي ومزهرات.



ورغم صغر حجم منتجاتها وبساطة عملها، تشدد فردوسة على أن هذا العمل يصب في مصلحة البلد ونظافة البيئة من المخلفات. -