Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 20/04/2024 06:23 
News  > 

الزيارة السعودية الثالثة للكنيسة المصرية.. رؤية جديدة ورسالة للغرب

17.07.2018 08:58

القاهرة/ الأناضول-



ضمن توجه سعودي غير معتاد؛ نحو الفن والسينما والسماح للمرأة بقيادة السيارة، تكررت الزيارات الرسمية من مسؤولين بارزين بالمملكة للمقر البابوي للكنيسة الأرثوذكسية، كبرى الكنائس المسيحية بمصر.



وفي حديث للأناضول، رأى مفكر مصري، أن هذه الزيارة تتماشى مع الرؤية الجديدة التي طرحها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان؛ فضلًا عن تقديم رسالة وصورة ذهنية جديدة عن المملكة للغرب مغايرة لتلك التي كانت تبدو لها "متشددة" في أمور كثيرة.



وهو ما اتفق معه خبير في الشؤون العربية بمصر، متوقعًا في حديث للأناضول، أن الأمور ربما تسير إلى استضافة السعودية للمرة الأولى، البابا تواضروس الثاني بابا أقباط مصر.



وأشار محلل سعودي بارز، في حديث منفصل للأناضول، إلى أن تلك الزيارات تعبير عن انفتاح سعودي على الجميع، بعيدًا عن الانغلاق والوصاية والتدخل.



وتشهد الرياض تغييرات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متسارعة، خلال الآونة الأخيرة، ضمن رؤية يقودها ويدفع بها ولي العهد محمد بن سلمان.



** ثلاثية بالمقر البابوي



في 3 يوليو/تموز الجاري، زارالسفير السعودي بالقاهرة، أسامة نقلي، بابا أقباط مصر بالمقر البابوي.



وتعد زيارة نقلي هي الثالثة لمسؤول سعودي بارز للمقر الباباوي في مصر، حيث زار هذا المقر كل من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في 5 مارس/آذار الماضي، وبعده وزير الدولة السعودي للشؤون الإفريقية أحمد قطان، في 20 من الشهر ذاته، والتقى الاثنان البابا تواضروس.



وقالت الكنيسة الأرثوذكسية بمصر، إن زيارة بن سلمان تعد "أول زيارة لولي عهد سعودي للكنيسة القبطية منذ نشأة المملكة العربية السعودية عام 1932"، وفق بيان آنذاك.



وخلال تلك الزيارة عرض محمد بن سلمان على البابا، ورموز الكنيسة في اللقاء زيارة المملكة، دون تحديد موعد.



وسبق في أبريل/ نيسان 2016، أن استقبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارته للقاهرة آنذاك البابا تواضروس.



وكان لقاء الملك سلمان، والبابا تواضروس بمقر إقامة الأول بالقاهرة هو الأول الذي يلتقي فيه عاهل سعودي ببابا للكنيسة القبطية، وفق بيان كنسي مصري آنذاك.



** ثناء بابوي



خلال لقاء محمد بن سلمان، قال البابا تواضروس: "نتابع بإعجاب التطورات الحادثة في السعودية (..) التي تساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة العربية كلها، ونتذكر زيارات الأنبا مرقس (رجل ديني بارز بمصر) للسعودية 3 مرات منذ عام 2012، حيث عاد بانطباعات طيبة".



وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية في تصريحات سابقة للأناضول، إن "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مؤسسة مصرية قامت بدور وطني على مدار 20 قرنًا، وتعبر عن مصريتها في كل الأحداث التي مر بها الوطن في ظل قيادة حكيمة ينتهجها الرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي".



وأضاف أن الكنيسة أيضًا "أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، ومن ثم لها أهميتها ودورها الذي يتلاقى مع الدور الإصلاحي الكبير على مستوى الأصعدة كلها الذي يقوم به ولي العهد السعودي في المملكة".



ودارت أغلب هذه اللقاءات حول "عمق علاقات المحبة التي تربط بين الجانبين".



وتعد السعودية أكبر داعم اقتصادي وسياسي للسلطات المصرية في السنوات الأخيرة.



** رؤية ورسالة



المفكر المصري القبطي، جمال أسعد، قال للأناضول، إن هذه الزيارات ضمن المتغيرات السعودية الأخيرة، وسياسية الانفتاح التي يتبناها، محمد بن سلمان.



وأوضح أن تلك الزيارات "نقلة موضوعية لإعلانات سعودية أخيرة، انفتحت على المسرح والسينما والغناء والتصريح بقيادة المرأة السعودية".



واستدرك بالقول: "لكن هذا كان لن يكتمل إلا بانفتاح على الآخر، خاصة مع الكنيسة الأرثوذكسية بثقلها العربي".



وأشار المفكر المصري إلى أن "الهدف الاستراتيجي منها هو رسم صورة ذهنية جديدة عند الغرب".



ورجح أنه من الوارد في ضوء تلك التمهيدات، أن تستقبل السعودية بابا أقباط مصر في ضوء استقبال شبيه لوصول بشارة بطرس الراعي، أول بطريرك ماروني يصل السعودية، في نوفمبر/ تشرين الأول 2017.



بدوره، اتفق المحلل المصري، مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي مقره القاهرة)، مع الطرح السابق، بالقول إن "ما يحدث تماشيًا مع الانفراجة غير العادية بالمملكة في الفنون والتعامل مع الآخر".



وأضاف غباشي في تصريح للأناضول "أيضًا من ضمن الأسباب رسالة سعودية للغرب أنها منفتحة على الجميع".



** مواجهة الانغلاق والوصاية



محمد عبد الله آل زولفى، عضو مجلس الشورى السعودي السابق، والكاتب والمحلل السياسي، اعتبر أن تلك الزيارات تأتي "ضمن ما تشهده المملكة من حالة انفتاح على كل الثقافات، وأتباع المذاهب والأديان، لمواجهة من يجعل السعودية منغلقة على نفسها والآخرين".



وأوضح في حديث للأناضول عبر الهاتف، أن "الملك عبد الله بدأ مبكرًا الحوار مع الثقافات، والآن الأمير محمد بن سلمان، يتبني هذا المشروع بشكل عملي وواضح، على جميع المستويات، وهذا واضح في توالي الزيارات الأخيرة (للمقر البابوي)".



وأشار إلى أن "سياسة الانفتاح أيضًا شهدت استقبال السعودية الراعي (بشارة بطرس الراعي أول بطريرك ماروني)، ما يدل على أن المملكة منفتحة على جميع المكونات، وتريد أن تغلق الأبواب (على من يريدون) أن يجعلوا المملكة منغلقة، ويتاجروا بهذا الانغلاق".



وتابع: "نريد أن نتكامل في احترام، لا أحد وصيّ وتكون الأمة العربية واحدة، بعيدة عن أي تدخل". -



 
Latest News





 
 
Top News