عفرين (سوريا) / خليل فيدان-بهجت ألكان / الأناضول
بعد تحرير مدينة عفرين السورية من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" تتوالى القصص الانسانية، لأهالي المدينة، في ظل بطش الإرهابيين الذين منعوا خروج المدنيين، لاستخدامهم كدروع بشرية.
ومع سيطرة الجيشان التركي والسوري الحر، على مدينة عفرين الأحد الماضي، في إطار عملية غصن الزيتون، تنفس الأهالي الصعداء، بعدما كانوا يعيشون طيلة أعوام، تحت ظلم واستبداد التنظيم الإرهابي.
وبدء بعض الأهالي الذين تمكنوا من مغادرة المدينة بشكل أو بآخر، العودة إلى منازلهم، فيما يسعى الذين لم يسمح التنظيم بخروجهم، لتضميد الجراح التي خلفها الإرهابيون.
وقبيل فرارهم من المدينة، عمد الإرهابيون إلى الحاق أضرار بممتلكات الأهالي لا سيما السيارات المدنية المركونة في الشوارع، فضلا عن تفخيخ العديد من المنازل.
وباتت بعض المنازل والأبنية التي أضر بها الإرهابيون، غير قابلة للاستخدام.
وفي ظل منع الإرهابيين خروج المدنييين، من عفرين، اضطرت 7 أسر كردية مؤلفة من 35 شخصا، تربطها علاقة قربى، للعيش طيلة شهر، في مستودع، موجود في قبو المبنى الذي يقطنون فيه.
ومع دخول الجيش التركي، عفرين، ارتسمت البسمة على أفراد الأسر التي اتخذت من المستودع مكانا للهرب من بطش الإرهابيين.
وفي تصريح للأناضول، قال هيثم علو (38 عاما)، الذي كان ضمن المجموعة التي سكنت في القبو، إن الأهالي ضاقوا ذرعا بالممارسات القمعية، لإرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا"، خلال احتلالهم للمدينة.
ولفت إلى أنهم صبروا كثيرا، على ممارسات التنظيم، كي لا يتروكوا منازلهم، إلا أنهم قرروا المغادرة مع بدء عملية غصن الزيتون، خشية استخدامهم كدروع بشرية من قبل الإرهابيين.
لكن الإرهابيون لم يسمحوا لهم بالمغادرة، ما دفعهم إلى اللجوء مع عدد من ذويهم، إلى المستودع.
وأردف علو " كنا نخاف منهم كثيرا، لأننا نعلم ما يمكن أن يفعلوه بنا، لذا اختبأنا مع أقربائنا، في هذا المكان، في قبو بنائنا".
واشار إلى أنهم نقلوا أمتعتهم وأغذيتهم وفرشهم، إلى المستودع، حيث باتوا يعيشون هناك ليل نهار، وسط حالة من الخوف، لا سيما لدى الأطفال.
وأوضح أنهم بقوا قرابة شهر في المستودع، وكان هناك مريض بينهم، لم يتمكنوا من أخذه إلى المستشفى.
وأعرب عن شكره لتركيا والجيش الحر، على تخليصهم من ظلم الإرهابيين.
"الأطفال كانوا خائفين كثيرا"
أما رانية محمد، البالغة من العمر 42 عاما، فذكرت أنهم عاشوا أياما عصيبة، في المستودع الذي لجأوا إليه، حيث كانت "الأيام طويلة وصعبة".
وأكدت أن الأطفال كانوا خائفين كثيرا، خلال تلك الفترة، وذكرت أن والدها المقعد، كان معهم أيضا، ولم يتمكنوا من توفير الأدوية له، أثناء بقائهم تحت الأرض.
وأردفت: "لقد جاء الجنود الأتراك وأصبحوا أملا للناس، ونأمل ألا يعود الإرهابيون مجددا".
بدورها قالت الطفلة سناء علو (11 عاما)، إنها خرجت إلى الشارع، للمرة الأولى منذ مدة طويلة، حيت اشتاقت كثيرا للعب مع صديقاتها. -
|