Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 24/04/2024 09:45 
News  > 

العلم السوري يرفرف في عفرين!

22.02.2018 17:43

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول -



واخيرا.. ظهر علم الجمهورية العربية السورية في عفرين، وباتت وحدة البلاد أولوية بالنسبة لتنظيم "ب ي د/بي كا كا" الإرهابي، فاستجاب النظام لدعوته للمجيء الى عفرين، لترتفع بذلك أعلام سوريا في المدينة الخارجة أصلا عن سيطرة النظام.



وهلّت "بشائر النصر والفرحة" على وسائل الإعلام الموالية للنظام برفع العلم في عفرين، فاسهبت في تصوير "احتشاد المئات من أهالي عفرين في الساحة الرئيسية للمدينة، تأكيدا على انتمائهم للوطن، وترحيبا بانخراط القوات الشعبية في مواجهة" قوات غصن الزيتون.



وأظهرت لقطات بثتها قناة الميادين الإيرانية، الموالية للنظام، صورا لمن أسمتهم "قوات شعبية"، يرفعون علم النظام، وصور بشار الأسد في مدينة عفرين.



وجاء هذا "الانجاز" بعد سبع سنوات مرت على الأزمة السورية، رفعت خلالها أعلام التنظيمات الإرهابية في مدينة عفرين وريفها، وصور قادة هذا التنظيم الإرهابي، دون أن يحرك النظام ساكنا ودون ان يكون له اي تواجد يذكر، ليهب فجأة ويتحدث عن وحدة البلاد، ويواجه قوات "غصن الزيتون"!.



ومنذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و"السوري الحر"، ضمن عملية "غصن الزيتون"، المواقع العسكرية لتنظيمي "ب ي د/بي كا كا" و"داعش" الإرهابيين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.



مفارقات النظام لا تنتهي ولا تتوقف عند رفع اعلام الدولة السورية في عفرين، فهو الذي يقاتل بيدٍ "ب ي د/بي كا كا" في دير الزور، شرقي البلاد، ويمد له اليد الأخرى في عفرين!.. مفارقة غريبة مضحكة.



أما المفارقة المأساوية.. فتتمثل في ان خطوة اختفاء النظام برفع راياته في عفرين تاتي في وقت ترفع روسيا والولايات المتحدة أعلامهما وراياتهما في مناطق أخرى شاسعة من سوريا دون أن ينبس ببنت شفة.



يضاف إلى ذلك، أن النظام الحريص على وحدة البلاد، لم يحرك ساكنا أيضا إزاء استهداف قواته التي حاولت التقدم في ريف دير الزور، وتهاجم ما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية، التي عمادها تنظيم "ي ب ك/بي كا كا"، إلا أن الطائرات الأمريكية دمرت أرتاله العسكرية.



وقبل نحو أسبوعين، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إنه وجه ضربة عسكرية دفاعية ضد قوات تابعة للنظام السوري، شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة مقاتل من الموالين للنظام، بعدما شنوا هجوما ضد مقر "قوات سوريا الديمقراطية"، وكان بعض المستشارين الأمريكيين يعملون فيه.



هذا الإعلان الأمريكي وحده كفيل بإثبات تواجد قوات أمريكية في شرق البلاد، مما يدعو للتساؤل، لماذا هذا الحرص على سيادة الدولة وصون تراب الوطن في منطقة عفرين، فيما شرق البلاد خارج سيطرة النظام وترابه مستباح؟.



فمن المعلوم للجميع حرص النظام المعلن على الخروج بتصريحات فقط تؤكد على دفاعه عن وحدة التراب السوري، في الوقت الذي يعجز فيه عن منع القوات الأمريكية شمال وشرق البلاد، من أن تسرح وتمرح كما تريد، وتنشئ أكثر من 10 قواعد عسكرية محصنة عسكريا، ومدججة بالأسلحة، داعمة للتنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة.



بالعودة إلى مشاهد رفع العلم السوري عاليا خفاقا في عفرين.. فعلينا ان نلحظ أن هذا التطور حدث فقط لأن القوات التركية أطلقت عملية "غصن الزيتون"، لتطهير منطقة عفرين من الإرهابيين، في حين أن النظام، الحريص على السيادة الوطنية، يتجاهل مساحات واسعة من أراضيه، باتت مرتعا للقواعد العسكرية الأمريكية والروسية أيضا.



فالتواجد العسكري الروسي الضخم، وطائراته وقواته العاملة، نزعت من النظام كل سيادة يدعيها، فلا هو قادر على التأثير في أنشطتها، بل هي التي تؤثر به، ولا هو قادر على منع تدفق السلاح الأمريكي للتنظيمات الإرهابية.. لكنه رغم كل هذه الحقائق يتحدث عن اهمية السيادة الوطنية في عفرين..



وأمريكا التي زودت "ي ب ك/بي كا كا" بأكثر من خمسة آلاف شاحنة من الأسلحة، من بينها أسلحة ثقيلة، لم تحظ بردود فعل كتلك التي أطلقها النظام هذه الأيام عن السيادة الوطنية ووحدة البلاد، وكأن وحدة البلاد تكمن في عفرين لوحدها دون بقية المناطق، بل وكان عفرين في خطر حقيقي وستنسلخ عن السيادة السورية فعلا لمجرد ان دخلتها القوات التركية في مهمة مؤقتة لصالح وحدة التراب السوري.



الخطر الحقيقي يكمن في السلاح الأمريكي الذي وصل للقوات الإرهابية، فهو كفيل بإنشاء جيش كامل بالمنطقة، وهذا هو الذي يهدد وحدة وسلامة البلاد، فدير الزور والرقة والحسكة الواقعة تحت سيطرة واشنطن، والزاخرة بمنابع النفط والمياه، يبدو انها لا تدخل في باب حرص النظام على وحدة بلاده، مثلما هو الحال في عفرين.



مما سبق يمكن ان نخرج بمفارقة مضحكة مبكية هذه المرة! فالقوات التركية تعلن دوما عن أهدافها بتطهير سوريا من الإرهابيين، وإعادة اللاجئين لقراهم وبلداتهم، وإحلال الأمان، من أجل ضمان وحدة البلاد، أي أن تركيا حريصة أكثر من النظام ذاته على وحدة البلاد، ومع ذلك فالنظام لا يضع له خصما وعدوا سوى القوات التركية.



ياتي هذا الموقف اللا منطقي بالرغم من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في كثير من المناسبات، أن تركيا تشدد على وحدة التراب السوري، وتطهير البلاد من الإرهابيين، من أجل تهيئة ظروف الاستقرار، ليعود السوريين إلى وطنهم سالمين.



وفي نفس إطار الحرص التركي على وحدة سوريا، قال نائب رئيس الوزراء، متحدث الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن كفاح بلاده ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية، وعملها على إخراج المنظمة من سوريا، هو بمثابة "دعم كبير لوحدة التراب السوري، ووحدة البلد السياسية وسيادته".



وخلال استضافته في الاجتماع الصباحي لمحرري وكالة الأناضول، اليوم الخميس، قال بوزداغ إن تركيا "ستواصل كفاحها في إطار عملية غصن الزيتون حتى تطهير منطقة عفرين من الإرهابيين بالكامل".



متحدث الحكومة التركية، أكّد أن عملية غصن الزيتون لن تنتهي من دون تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها، وهي تطهير المنطقة من الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار فيها.





خلاصة القول أن كل ما يحصل من تناقضات من قبل النظام، يشبه إلى حد كبير المسرحيات الهزلية، أو الكوميديا السوداء، فهو يترك من يريد أن ينهش في البلاد ويمزقها، يتحرك ويعربد كما يريد، فيما يقابل من يريد وحدة البلاد وأمنها، بالتكشير عن أنيابه.



ويضع هذا التناقض النظام، في خانة المفصومين عن الواقع، وكأنهم يعيشون بواد مختلف عن الوقائع الميدانية في سوريا، وكأن الزمن توقف به، حيث يفقتد لأدنى مقومات السيادة، وله معارضة شعبية كبيرة، وبات ألعوبة بيد القوى الخارجية، غير أنه لا يزال في ذات الوقت يدعي حرصه على السيادة الوطنية ودليله على ذلك: رفع العلم السوري في عفرين!. -



 
Latest News





 
 
Top News