التجربة التركية.. قدوة كولومبيا في مساعدة اللاجئين الفنزويليين

بوغوتا/ الأناضول



أكد فيكتور باوتيستا، رئيس قسم الإندماج والتطوير على الحدود، التابع لوزارة الخارجية الكولومبية، أن بلاده اتخذت من التجربة التركية في استضافة اللاجئين السوريين، قدوة لها في مساعدة اللاجئين الفنزويليين إلى أراضيها.



وقال باوتيستا لمراسل الأناضول، بمدينة كوكوتا، التي تأتي في مقدمة المدن الكولومبية استضافة للاجئين، أن اللاجئين الفنزويليين يغادرون بلادهم هربا من مشاكل عديدة أبرزها البطالة وفقدان الاحتياجات الأساسية وتناقص قيمة العملة الوطنية.



وأشار باوتيستا إلى الزيارة التي أجراها إلى تركيا خلال مايو/ أيار من العام الماضي، إذ وصفها بالمثمرة للغاية.



وأضاف "لقد اتخذنا من المنجزات التركية تجاه اللاجئين السوريين قدوة لنا، وطبقنا في كولومبيا البعض منها، مثل تأسيس مركز طوارئ لإدارة أزمة اللاجئين، وتسجيل بياناتهم".



وأردف بأن بلاده استفادت من تجربة تركيا في مجالات استراتيجية وحساسة عديدة مثل النظام الصحي، وحماية أمن المواطنين، والاستعداد لمواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المفاجئة.



وأشاد في هذا الإطار بالنموذج التركي، إذ وصفه بالمتطور والخاص، مشيرا إلى أنه يجب على بلاده الاستفادة من التجارب السابقة، وأن النموذج التركي لعب دورا كبيرا في عدد كبير من النقاط الخاصة باستراتيجية كولومبيا بهذا الشأن.



** باوتيستا يزور تركيا قريبا



أثنى المسؤول الكولومبي على النجاح الكبير للمؤسسات التركية وخاصة منظمة الإغاثة "آفاد" في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، مؤكدا على أن بلاده تهدف لاتباع أكثر الطرق فعالية وفائدة لخدمة اللاجئين.



وأشار باوتيستا إلى استمرار اتصالاته مع المسؤولين الأتراك، وأنه سيجري زيارة إلى تركيا برفقة بعض الخبراء خلال الأيام المقبلة.



** تيكا شريك رائع



أوضح باوتيستا أن الفضل يعود إلى وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في إقامتهم الاتصالات مع المؤسسات التركية وعلى رأسها آفاد، واصفا "تيكا" بـ "الشريك الرائع".



ولفت إلى أن تيكا ساهمت في تحديد رؤية الاستراتيجية الكولومبية الخاصة باستضافة اللاجئين الفنزويليين.



وشدد المسؤول الكولومبي على ضرورة اتباع المجتمع الدولي لسياسات من شأنها حل أزمة المهاجرين والمشاكل الناجمة عنها.



** علاقات قرابة بين الكولومبيين والفنزويليين



أكد باوتيستا على أن السبب الرئيسي في هجرة الفنزويليين إلى بلاده يكمن في سهولة عبور الحدود المشتركة بين البلدين، فضلا عن ارتباط الكثير منهم بعلاقات قرابة قوية مع المواطنين الكولومبيين.



وأضاف "لدينا معلومات بأن أكثر من 50 بالمئة من اللاجئين لديه علاقات قرابة أو معارف في كولومبيا".



ولفت إلى وجود روابط تاريخية واجتماعية عميقة بين البلدين، وأنه في حال وقوع أزمة كبرى مفاجئة في فنزويلا فإن 90 بالمئة من المواطنين سيلجؤون إلى كولومبيا، والباقي إلى البرازيل.



** انخفاض معدل الازدحام على الحدود



أشار باوتيستا إلى أن التدابير الجديدة التي أعلنها الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، قبل نحو أسبوعين، أدت إلى انخفاض عدد اللاجئين الفنزويليين الوافدين إلى معبر كوكوتا، إلى 10 آلاف شخص تقريبا.



وأوضح أن عدد الفنزويليين المتقدمين لاستخراج وثيقة الإقامة الخاصة تجاوز أكثر من 80 ألفا، والذي يعتبر من الترتيبات الجديدة التي أقرتها الحكومة الكولومبية.



وأردف أن عدد اللاجئين المسجلين في بلاده يبلغ نحو 700 ألفا، وأن قرابة 200 ألف منهم جاؤوا إلى كولومبيا للتوجه إلى الإكوادور عبرها.



وأصدرت الحكومة الكولومبية قبل أسبوعين قرارات جديدة بهدف دفع اللاجئين الفنزويليين للتسجيل في الدوائر الرسمية، بالنسبة للغير مسجلين، كما أوقفت دخول الفنزويليين إلى كولومبيا دون جواز سفر. -