رئيسة "أرباب العمل" التونسية: التهريب جعل المؤسسة الاقتصادية غير قادرة على المنافسة

تونس/ إيمان غالي/ الأناضول



اعتبرت وداد بوشماوي، رئيسة "الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية" (منظمة الأعراف)، اليوم الأربعاء، أن المؤسسة الاقتصادية التونسية (الخاصة)، أضحت "غير قادرة" على المنافسة والاستمرار بسبب تفشي التهريب والتجارة الموازية.



وقالت بوشماوي، في كلمتها بافتتاح أعمال المؤتمر الـ16 للاتحاد، المنعقد، اليوم، بمقره بالعاصمة التونسية، إن "المؤسسة الاقتصادية أصبحت غير قادرة على المنافسة والديمومة، بسبب تفشي التهريب والتجارة الموازية، والإجحافات التي اقتضاها قانون المالية لعامي 2017 و2018."



وفي موازنة 2018، أعرب الاتحاد عن رفضه للزيادة في الضريبة على القيمة المضافة بـ1%، وفرض ضريبة ضمان اجتماعي جديدة بنسبة 1% على الموظفين والشركات.



أما في 2017، فقد حذر الاتحاد من "الضريبة الظرفية" المقدرة بـ 7.5 بالمائة على أرباح المؤسسات، التي أقرتها موازنة العام، بسبب انعكاساتها السلبية على الاستثمار، وفق تصريحات إعلامية سابقة لأعضاء من المنظمة.



وفي سياق متصل، أشارت بوشماوي أنّه "رغم الصعوبات التي تمر بها المؤسسات الاقتصادية في تونس، إلاّ أنّها سعت لإنجاح المفاوضات الاجتماعية"، لافتة أنّ المعركة الاقتصادية اليوم جاءت من أجل التشغيل والاستثمار وتحقيق الاستقرار داخل المؤسسات.



ودعت بوشماوي إلى ضرورة النأي بالمنظمة عن التجاذبات السياسية، قائلة: "من يريد السياسة فليفعل ذلك بعيدا عن الاتحاد"، دون تفاصيل إضافية حول هذه الجزئية.



وأظهرت دراسة لـ "المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية" (حكومي)، نشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن التهريب والاقتصاد الموازي يشكلان أكثر من 50 بالمائة من معاملات الاقتصاد التونسي.



وبالمؤتمر نفسه، أعلنت بوشماوي سحب ترشحها لرئاسة الاتحاد، والتخلي عن الترشح لعضوية مكتبه التنفيذي الجديد.



وقالت بوشماوي إنها قررت عدم الترشح لـ "أسباب شخصيّة"، نافية وجود أي ضغوطات من داخل الاتحاد أو خارجه.



وبرزت بوشماوي (56 عاما) التي تترأس "الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية"، منذ مايو أيار 2011، بدورها في الحوار الوطني عامي 2013 و2014 لتجاوز الأزمة السياسية التي هزت البلاد حينها، والذي قاد نحو تشكيل حكومة تكنوقراط بدل حكومة "الترويكا" التي قادتها حركة "النهضة" (إسلامية).



واليوم، يتنافس 122 مرشحا لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد (31 منصبا)، في انتخابات المؤتمر الوطني الـ16 للمنظمة المنعقد ليوم واحد، بحضور ألفين و180 من أعضاء المنظمة الممثّلين لمختلف اختصاصات الصناعة والتجارة والخدمات بالبلاد.



ويتوزع المشاركون بالمؤتمر على 471 ممثّلا عن الصناعة، و421 عن التجارة، و824 عن قطاع الخدمات، و319 عن مهن مختلفة، و145عن الصناعات التقليدية، وفق نشرية للاتحاد عبر موقعه الالكتروني.



وحضر المؤتمر رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، وجميع أعضاء المكتب التنفيذي الحالي للاتحاد، وأمينه العام السابق، حسين العباسي، والحالي نور الدين الطبوبي.



وتأسس "الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية" في 17 يناير/ كانون الثاني 1947، وله حاليا 24 فرعا بالمحافظات، وعشرات الفروع بالبلديات. -