Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 25/04/2024 09:31 
News  > 

مفكر سوداني: أيهما أخطر على العالم الإسلامي.. الوجود الروسي أم التركي؟!

17.01.2018 09:58

د. حسن مكي، أستاذ العلوم السياسية والمدير السابق لجامعة إفريقيا العالمية، قال إن "الشلل والإخفاق العربي" أوجد "حساسية شديدة" تجاه العلاقات السياسية بين السودان وتركيا.

الخرطوم/ بهرام عبد المنعم/ الأناضول



مستنكرا، تساءل المفكر السوداني، حسن مكي: "أيهما أخطر على العالم الإسلامي والوجود العربي.. الوجود الروسي أم الوجود التركي (؟!)".



وضمن جولة إفريقية، زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السودان، الشهر الماضي، على رأس وفد ضخم، شهد توقيع 21 اتفاقية متنوعة، خلال زيارة اعتبرتها بعض وسائل الإعلام العربية، ولاسيما الخليجية، أنها تمهد لتحالف يضم كلا من تركيا وقطر والسودان وإيران.



وهو طرح نفى مكي، أستاذ العلوم السياسية، المدير السابق لجامعة إفريقيا العالمية، صحته، وقال في مقابلة مع الأناضول، إنه يأتي ضمن "حملات إعلامية على الرئيس (السوداني عمر) البشير".



وتابع: "عندما زار البشير روسيا (في نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي)، وطلب إقامة قواعد عسكرية (روسية) لحماية الساحل الغربي للبحر الأحمر من البوارج الأمريكية والإسرائيلية لم تنتبه وسائل الإعلام المصرية والخليجية، ولم تشن حملات إعلامية على البشير".



ومضى متسائلا باستنكار: "أيهما أخطر على العالم الإسلامي والوجود العربي.. الوجود الروسي أم الوجود التركي (؟!)".



ووفق وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الذي رافقة البشير في زيارته لموسكو، فإن طلب الرئيس السوداني "جاء في سياق مواجهة الاستهداف الغربي الإسرائيلي للسودان".



** جزيرة "سواكن"



وخلال زيارته للسودان الشهر الماضي، زار الرئيس التركي جزيرة "سواكن" على البحر الأحمر (شرق)، وهي جزيرة تاريخية شهدت عصور البطالسة واليونانيين والمصريين والعثمانيين، حيث عبروها إلى "بلاد بنط" (الصومال).



وطلب أردوغان، خلال زيارته "سواكن"، أن تساهم تركيا في إعادة إعمار "الجزيرة"، ضمن مشروع "تنموي استثماري سياحي"، وهو ما وافق عليه البشير، بحسب ما صرح به للأناضول وزير السياحة السوداني، محمد أبو زيد مصطفى.



وانتقد المفكر السوداني تقارير إعلامية تحدثت عن ما اعتبرته "أطماعا تركية" وتهديدا للأمن العربي في البحر الأحمر، وقال إن "الكثيرين ينظرون إلى الوجود التركي كجزء من المنظومة الثقافية، وجزء من أكسجين المنطقة تاريخيًا ومستقبليًا".



واستدرك: "لكن الشلل والإخفاق العربي هو الذي أوجد هذه الحساسية الشديدة تجاه علاقات سياسية للسودان مع تركيا، رغم أن الخرطوم لديها علاقات قوية مع الصين وعدد من الدول الآسيوية الأخرى".



** قيادة القضية الفلسطينية



وفق المفكر السوداني فإن "الرئيس التركي أصبح يواجه بغيرة سياسية، خاصة وأن القادة العرب لا يريدون من يذكرهم بالقضية الفلسطينية، فهم ينظرون إليها كعبء".



واستطرد: "القادة العرب لا يريدون أن يذكرهم أحد بمطلوبات الأخوة الإسلامية، فهم يعتبرنها عبئا آخر.. هم يريدون فقط أن يهرولوا وراء الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، وينالون الجوائز من المعسكر الأمريكي".



وقال مكي إن "القدس هي عاصمة فلسطين، وحل الدولتين هو مطلوب منذ أيام الرئيس (الأمريكي) جيمي كارتر(1977-1981).. الجديد في ذلك هو أن القيادة السياسية للقضية (الفلسطينية) انتقلت إلى تركيا".



وبدعوة من تركيا، عقدت قمة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، في إسطنبول يوم 13 ديسمبر/ كانون أول الماضي، دعت دول العالم إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ردا على قرار ترامب، في السادس من الشهر نفسه، اعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.



وبعد ثمانية أيام من هذه القمة، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 21 ديسمبر/ كانون أول الماضي، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن يؤكد اعتبار مسألة القدس من "قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها بالمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".



** ترميم الآثار العثمانية



شدد المفكر السوداني على أن "العالم يشهد متغيرات، وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وقد ازدادت المتغيرات بازدياد أداور تركيا، ودورها في حماية قطر وتحالفها معها بغرض استقرار المنطقة، وهو ما أفسد مخططًا كبيرًا كان يقوم على محاصرة، وربما إبطال دور قطر الإقليمي والعالمي".



وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي، علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.



وقال مكي إن "شعبية الرئيس (أردوغان) زادت بعد تبنيه لقضية القدس، وشعرت الدول العربية بأن ملف القدس انتقل بعيدًا من مراكز الإشعاع الثقافي العربي، كالقاهرة والرياض وعمان، إلى إسطنبول".



وتابع: "وجاءت زيارته للخرطوم في وقت تشهد فيه العلاقة بين السودان ومصر جفوة بسبب قضيتي حلايب (الحدودية المتنازع عليها) وسد النهضة (الإثيوبي)، وصاحبت هذه الزيارة مبالغات باعتبارها ضمن حلف تركي قطري سوداني موجه ضد المرتكزات الموجودة الآن في المنطقة، وهذا كله فيه مبالغات، فتركيا تهتم بإفريقيا" منذ سنوات.



ولفت إلى أن "تركيا بدأت منذ سنوات في ترميم الأماكن العثمانية في سواكن، ورممت مسجد النجاشي في إثيوبيا، ومقابر 15 من الصحابة، ضمن اهتمامها بالإرث العثماني والإسلامي في إفريقيا".



وزاد: "كما أن أردوغان وعقيلته زارا الصومال، وهو الرئيس الوحيد الذي تحرك في مناطق النازحين واللاجئين".



**مصر والسودان والسد الإثيوبي



تتهم القاهرة الخرطوم بدعم أديس أبابا في ملف "سد النهضة" الإثيوبي، الذي تخشى أن يؤثرا سلبا على حصة مصر السنوية، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، من نهر النيل، المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة لها، وهو ما تنفيه أديس أبابا.



معلقا على الموقف المصري، قال الأكاديمي السوداني: "هناك حساسية متزايدة من موقف السودان المستقل في قضية سد النهضة.. السد لا يقام على أرض سودانية، وإنما على أرض إثيوبية".



وتقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، خاصة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.



وتابع مكي: "ليس من سبيل لمحاسبة السودان على سياسة دولة أخرى، وإذا كانت لدى مصر تصفية حسابات في هذه القضية، فالسودان لا يريد أن يكسب عداء إثيوبيا في قضية ليس له فيها شأن، خاصة وأن مصر الآن لم تراع ما قدمه السودان من مساعدة لها في حرب الأيام الستة (1967) وحرب 1973 (ضد إسرائيل)".



ومضى منتقدا: "مصر تركت السودان وحده في حرب جنوب السودان (1983- 2005)، وتقاعست في مواقف كثيرة، مثل قناة جونقلي.. المصريون يريدون تحقيق مكاسب دون تقديم تضحيات، ما أدخلهم في مأزق سد النهضة".



وقناة جونقلي هو مشروع لإنشاء قناة ري لنقل بعض مياه بحر الجبل شمالًا لري الأراضي الزراعية في كل من مصر والسودان، وقد بدأ شقها، لكن المشروع توقف، وتحمل الخرطوم القاهرة المسؤولية.



وتطرق مكي إلى العلاقات بين بلاده وسوريا بقوله: "موقف السودان لم يتغير من سوريا، وظلت سفارة السودان موجودة، وحركة الطيران بين الخرطوم ودمشق مستمرة".



وختم حديثه بالتشدد على أن "هذا الوضع، وفق المتغيرات الدولية، سيزيد من أهمية السودان، ولن تنتقص أهميته بتحالفه أو توجهه نحو تركيا". -



 
Latest News





 
 
Top News