واشنطن / أثير كاكان / الأناضول
قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة نيكي هيلي، الخميس، إن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون باليمن تجاه العاصمة السعودية الرياض، الشهر الماضي، "صنع في إيران".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته هيلي في قاعدة "اناكوسشيا-بولنغ" الجوية المشتركة في العاصمة الأمريكية واشنطن، عرضت خلاله صوراً قالت إنها تمثل أجزاء تم تجميعها من صاروخ باليستي "صنع في ايران قبل أن يتم ارساله إلى المتمردين الحوثيين في اليمن. ومن هناك أطلق على مطار مدني في السعودية (مطار الملك خالد الدولي بالرياض) حيث كان يمكن أن يسفر عن مقتل مئات المدنيين الأبرياء". (في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي).
وظهرت هيلي، خلال المؤتمر الصحفي، وخلفها عدد من الأسلحة والصواريخ، قالت إنها قادمة من إيران، دون أن توضح أين تم العثور عليها.
وعلقت قائلة: "ليس من المفترض أن تقوم إيران بتصدير أي صواريخ أو مواد متعلقة بها"، استنادا لقرارات مجلس الأمن.
وتابعت مخاطبة الحاضرين: "انظروا إلى جميع هذه الصواريخ والأسلحة. لاحظوا العلامات الموجودة عليها، التي تظهر دون أدنى شك أنها إيرانية الصنع. نعم هذه هي هدايا وعطايا إيران".
ومن بين الأسلحة التي عرضتها الدبلوماسية الأمريكية، اليوم، أجزاء تم تجميعها من الصاروخ الذي تم إطلاقه على مطار الملك خالد، وهو صاروخ باليستي قصير المدى.
وعن هذا الصاروخ، قالت هيلي إنه على عكس غيره من الصواريخ الباليستية يفتقر إلى "زعانف الاستقرار"، وهي قطع معدنية توجد في نهاية الصاروخ، وتسهم في توزانه، إضافة احتواء النسخة الإيرانية على 9 صمامات منتشرة على طول الصاروخ "وهذه هي بصمات الصواريخ الإيرانية".
وزعمت أن الصاروخ يحمل علامة لأحد المصانع العسكرية الإيرانية.
وإضافة إلى هذا الصاروخ، أشارت هيلي إلى صاروخ مضاد للدروع، ونوع من الطائرات المسيرة أطلقت عليه اسم "كامزاكي درون"، وقالت عنها إنها قادرة على تعطيل أجهزة الرادار.
كما لفتت إلى قوارب تحمل رؤوس حربية تنفجر حال اصطدامها لتحدث ثقباً بمساحة 6 أقدام في السفن.
وقالت إن "كل هذه الأسلحة تحوي أجزاءً مصنوعة في إيران، والبعض منها صنعته المؤسسات العسكرية التابعة للحكومة الإيرانية، وكلها دلائل على أن إيران تتحدى المجتمع الدولي".
ودعت المجتمع الدولي للانضمام إلى بلادها لمحاربة النشاطات الإيرانية، قائلة إن هناك وفودا من عدة دول (لم تذكرها) سيصلون إلى الولايات المتحدة لتفحص الأسلحة المعروضة.
الدبلوماسية الأمريكية لفتت إلى أن حكومتها "لا تقوم، إلا نادرا، برفع السرية عن هذا النوع من المعدات العسكرية المجمعة من هجمات، لكننا اليوم، نأخذ خطوة غير تقليدية لعرضها هنا، في مكان علني".
وشددت على أنه "لا يمكن السماح للنظام الإيراني بممارسة سلوكيات غير قانونية أكثر من هذا؛ لأن السلام والأمن الدولي يعتمد علينا، وعلى عملنا سوية ضد الأعمال العدائية للنظام الإيراني".
وانتقدت هيلي الاتفاقية النووية التي أبرمتها 6 دول كبرى مع إيران، واصفة أياها بأنها "لم تفعل شيئاً في تغيير سلوكيات إيران في المجالات الأخرى"، في إشارة لعدم منع إيران من تطوير برنامجها الباليستي أو التدخل في شؤون دول المنطقة.
واعتبرت أن "سلوكيات النظام الإيراني ساءت أكثر من قبل، وهذه من الحقائق التي باتت غير قابلة للجدل".
وفي السياق ذاته، اتهمت الدبلوماسية الأمريكية الحرس الثوري الإيراني بـ"تقديم مساعدات لميليشيات خطيرة وجماعات إرهابية، تتزايد صواريخهم البالستية وأسلحتهم المتطورة، تتزايد في الانتشار في بقاع أكثر من المنطقة".
واستطردت: "من الصعوبة بمكان العثور على صراع أو جماعة إرهابية في الشرق الأوسط، ليس عليها طبعات أصابع إيران".
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، مستهدفة مطار الملك خالد الدولي بالرياض، دون وقوع إصابات، بينما أعلنت الجماعة "إصابته لهدفه بدقة"، وفق بيانين منفصليين.
وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوما حادا على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
لكن متحدث وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، وصف، عبر بيان، اتهامات السعودية لبلاده بأنها "اتهامات وهمية لا أساس لها من الصحة وكاذبة تماما".
وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفًا عربيًا في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء "استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكريًا لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية". -
|