Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 25/04/2024 23:58 
News  > 

عائلة جودة.. الراعي المسلم لكنيسة القيامة بالقدس

14.12.2017 09:58

تحافظ عائلة جودة، "المسلمة"، على مفتاح كنيسة القيامة منذ نحو 850 عاما لكنها تخشى تغير الحال بعد قرارات ترامب.

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول-

تحافظ عائلة جودة، "المسلمة"، على مفتاح كنيسة القيامة في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية، منذ نحو 850 عاما.



وتشير العائلة إلى أن الوضع الأخذ بالتغير الى الأسوأ، منذ نهاية الفترة العثمانية قبل 100 عام، قد يزداد سوءا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.



وتعقيبا على قرار ترامب، أعلن أديب جودة، أمين مفتاح كنيسة القيامة، أمس عن رفضه استقبال نائبه، مايك بنس، لدى زيارته الكنيسة في وقت لاحق هذا الشهر، موضحا أنه أبلغ وزارة الخارجية الأمريكية بقراره هذا.



ويقول جودة، في حديث خاص لوكالة الأناضول: " نحن نحمل أمانة مفاتيح كنيسة القيامة منذ عهد صلاح الدين الأيوبي عام 1187 ونتوارث هذه المهمة من الأب الى الابن".



وأضاف جودة: " حاليا أنا أمين مفتاح كنيسة القيامة، وفي المستقبل سيتولى هذه المهمة النبيلة أحد ابنائي الثلاثة علما بأن الوظيفة شرفية".



وتابع: " كنيسة القيامة تفتح يوميا الساعة الرابعة فجرا، وتغلق أبوابها الساعة السابعة مساء، ونتواجد خلال فتح الكنيسة وخلال إغلاقها".



وتعتبر كنيسة القيامة من أقدس الأماكن الدينية المسيحية في العالم، وفيها تجري الاحتفالات الدينية المسيحية الكبرى.



وينظر على تولي عائلة جودة المسلمة، هذه المهمة على أنها تأكيد على التعايش الإسلامي -المسيحي في مدينة القدس.



وعن ذلك يقول جودة: " عائلتي هي بالأصل من مشايخ المسجد الأقصى المبارك، وقد حافظنا على كنيسة القيامة مدة 850 سنة وما زلنا نحافظ عليها الى تاريخ اليوم".



ولكن مهمة عائلة جودة، لا تقتصر على فتح وإغلاق كنيسة القيامة، ولكن أيضا استقبال كبار الزوار من رؤساء دول، وحكومات، وزراء، ومسؤولين كبار، يزورون مدينة القدس إضافة الى مهمات أخرى.



يقول جودة: " بالإضافة الى مفتاح الكنيسة، نحن نحمل ختم القبر المقدس، والذي بادر الى تكليفنا بهذه المهمة هو السلطان سليمان القانوني".



وأضاف: " في سبت النور في عيد الفصح المجيد، أدخل مع مطران من طائفة الروم الأرثوذكس الى القبر المقدس في الكنيسة، ونتأكد من أنه خال من أي شعلة، وبعد خروجنا وبموجب الوضع القائم في الكنيسة، يتم إغلاق باب كنيسة القيامة على أيدي الأرثوذكس بالشمع، وأنا اضع ختمي على هذا الشمع".



وتابع جودة: " هذا الختم هو بمثابة إيذان ببدء الأعياد المسيحية بعيد الفصح، وبمجرد إغلاق الباب، يكون بطريرك الروم الأرثوذكس بانتظاري في مقر البطريركية في البلدة القديمة، وأقوم بتهنئته بالعيد وأبلغه بانه تم ختم القبر بسلام وأمان وأن بإمكانه النزول اليه لإخراج النور، ثم أرافق موكبه الى باب القبر، ويدخل البطريرك مع مطران من طائفة الأرمن ويقيم الصلوات داخل القبر".



وعادة ما يشارك عشرات آلاف المسيحيين من العالم في احتفالات عيد الفصح في كنيسة القيامة، التي يتخللها ما يعرف بـ"سبت النور".



وقال جودة: " بالإضافة الى هذا فإننا نستقبل كل مسؤول كبير يزور الكنيسة، فنقف الى جانب الطوائف الثلاث الكاثوليك والروم الأرثوذكس والأرمن، وأقدم للضيف مفتاح الكنيسة كمباركة من عائلتي لهذه الشخصية التي تزور الكنيسة ولكن المفتاح يبقى معنا".



وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من آخر الرؤساء الأجانب الذين يزورون كنيسة القيامة كجزء من زيارته للمنطقة في شهر مايو/ أيار الماضي حيث كانت عائلة جودة ايضا في استقباله.



ويرى جودة أن الفترة العثمانية التي انتهت قبل 100 عام، كانت من أفضل الفترات في مدينة القدس.



ويضيف: " الوضع في مدينة القدس تغير بشكل كبير بعد الفترة العثمانية، وبطبيعة الحال تغير الى الأسوأ، ففي الفترة العثمانية كانت لنا وظائف منها نقابة الاشراف وشيوخ الحرم ولكن بعد الفترة العثمانية هذه كله تغير".



ولفت في هذا الصدد الى أن السلاطين العثمانيين، واصلوا تكليف عائلته القيام بهذه المهمة التي تقوم بها حتى الآن.



وقال: " كعائلة مقدسية نملك 165 فرمان سلطاني، موجودين بحوزتي، وهم بحالة جيدة جدا، ونحن أكثر عائلة مقدسية تملك فرمانات سلطانية حتى تاريخه".



وأضاف: " كنيسة القيامة هي أقدس مقدسات المسيحيين في العالم وهذا ليس فقط شرف لعائلتي، وانما أيضا شرف للمسلمين أن عائلة مسلمة هي التي تحمل مفاتيح كنيسة القيامة".



ويطلق مصطلح "الوضع القائم"، على الوضع الذي ساد في المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس منذ العهد العثماني، واستمر خلال الانتداب البريطاني والحكم الأردني.



لكن إسرائيل منذ احتلالها للقدس عام 1967 تسعى بجد الى تغييره.



ويطلق مصطلح " الوضع القائم" تحديدا على الوضع في المسجد الأقصى وأيضا على الوضع في كنيسة القيامة.



وقال جودة: " الوضع القائم لم يعد سائدا ليس فقط في كنيسة القيامة، وانما في كل القدس".



وأضاف مفسرا: " الاعمال التي تحدث مثل الانتهاكات للمسجد الاقصى المبارك والانتهاكات لكنيسة القيامة ومنع المؤمنين المسلمين من القدوم الى المسجد الأقصى، ومنع المؤمنين المسيحيين من الاحتفال بالأعياد في كنيسة القيامة هي كلها خرق للوضع القائم ".



وتابع جودة: " للأسف فان هناك صمت من قبل الكنائس على بعض الانتهاكات، مثل الانتهاك الذي حدث منذ فترة في دير مار يوحنا بعد أن احتل المستوطنين الاسرائيليين غرفا فيه".



وأضاف مستدركا: " بطبيعة الحال بطريرك الروم الأرثوذكس عمل المستطاع لإخراجهم، ولكن للأسف الشديد فانه لو تم الاصرار على تطبيق الوضع القائم، فانه لن يجرؤ المستوطنون على ما قاموا به فنرى انتهاكات وخرق كبير للوضع القائم".



ولم يكن بالإمكان الحصول على تعقيب من الكنيسة، على ما قاله جودة.



ولكن جودة يخشى من أن يكون للقرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تأثيرا كبيرا على القدس بما في ذلك المهمة التي تقوم بها عائلته في الكنيسة القيامة.



وقال جودة: " قرار ترامب هو تطبيق للقول: من لا يملك أعطى لمن لا يستحق، حيث قام ترامب بالتنازل عن مدينة لا دخل له فيها، وأنا حقيقة أخشى ليس فقط على كنيسة القيامة وانما كل مدينة القدس".



وكانت اسرائيل احتلت القدس في العام 1967 وسارعت الى ضمها واعتبارها مع القدس الغربية عاصمة لها ولكن العالم بأكمله رفض هذا القرار.



ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خرج عن الإجماع الدولي، وأعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل والشروع في نقل السفارة الأمريكية الى المدينة.



ويصر الفلسطينيون على أن أي حل سياسي، يجب أن يتضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على اراضي 1967.



وأعلنت العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية رفضها لقرار ترامب محذرة من عواقبها على الأمن والاستقرار في المنطقة.



**رفض استقبال بنس



وكان جودة، قد أعلن أمس الأربعاء، أنه أبلغ وزارة الخارجية الأمريكية بقراره رفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، لدى زيارته الكنيسة في وقت لاحق هذا الشهر.



وقال جودة، في مؤتمر تنظمه وكالة التنمة الدولية التركية (تيكا) في العاصمة التركية أنقرة أمس: " أرفض رفضا تاما أن أقوم باستقبال رسمي لنائب الرئيس الأمريكي السيد مايك بنس في كنيسة القيامة، كما وأقر بأنني لن أتواجد في الكنيسة عند زيارته لها وذلك رفضا مني لاستقباله كما استقبلت أسلافه من قبل".



وكان جودة في استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند زيارته كنيسة القيامة في مايو/ أيار الماضي.



ولم يتضح موعد زيارة بنس للكنيسة، ولكن جودة أشار إلى أنه أُبلغ رسميا من الخارجية الأمريكية بالاستعداد للزيارة في وقت لاحق هذا الشهر، قبل أن يرد على الوزارة رسميا.



وأضاف جودة في كلمته بالمؤتمر: " هذا الرفض يأتي استنكارا مني على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقول للسيد ترامب: لا يعقل أن من لا يملك يعطي لمن لا يستحق".



وليس من الواضح إذا ما كان رؤساء الكنائس المسيحية، سيرفضون أيضا استقبال بنس، ولكن جودة قال إنه ناشدهم عدم استقباله أيضا.



وأعلنت السلطة الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يلتقي بنس خلال زيارته للمنطقة احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي. -



 
Latest News





 
 
Top News