Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 26/04/2024 15:15 
News  > 

فهمي هويدي يدعو إلى "تقارب"" في "مصلحة" مصر وتركيا

14.12.2017 09:43

المفكر المصري يتمنى أن تنمو "الأجواء الإيجابية" بين البلدين وأن يتعامل كل منهما بـ"رصانة" مع الآخر.

القاهرة/ حسين القباني/ الأناضول



أشاد المفكر المصري البارز، فهمي هويدي، بـ"التهدئة" الراهنة بين مصر وتركيا، ودعا إلى تعزيز "الأجواء الإيجابية" وتحقيق "تقارب" يصب في مصلحة البلدين.



هويدي أضاف، في جزء ثانٍ من مقابلة مع الأناضول، أن "تركيا دولة كبرى ومحورية، ولديها قضايا عديدة، كالموقف من الأكراد وإسرائيل والعلاقات المحيطة مع العراق وسوريا، ولن نستطيع أن نطالبها إلا أن تكون أكثر استقرارا".



وبشأن ما يثار من آن إلى آخر بشأن أهمية التقارب المصري- التركي، قال: "أتمنى أن تنمو الأجواء الإيجابية بين مصر وتركيا، خاصة وأن الأشهر الأخيرة شهدت تهدئة، وعدم إعطاء فرصة لأي تصعيد".



وتابع: فمن المصلحة التقارب بين البلدين، وأتمنى أن تتعامل تركيا برصانة مع الحالة المصرية، وأن يكون هذا برصانة مماثلة من السياسية المصرية".



وتأزمت العلاقات بين القاهرة وأنقرة، عقب الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقرطيا، بعد عام واحد من ولايته الرئاسية، عام 2013، حين كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزيرا للدفاع.



** مصر.. رئاسيات شبه محسومة



مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في مصر، العام المقبل، يتصاعد الحديث عن المرشحين المحتملين لمنافسة السيسي، الذي يرجح كثيرون ترشحه لولاية رئاسية ثانية من أربع سنوات.



عن هذا المشهد قال هويدي إن "اهتزازات كبرى حدثت في مصر لمجرد إعلان الفريق (المتقاعد) أحمد شفيق ترشحه للرئاسة، وهذه دلالة على حالة من الهشاشة، في ظل مناخ مع استمرار الرئيس السيسي، وقد يخشى من منافس يمكن أن يشكل قلقا أو بديلا للرئيس".



ومنذ إعلان شفيق، من الإمارات، اعتزامه الترشح للرئاسة يتصاعد حديث في مصر عن تقارب بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين، المنتتمي إليها محمد مرسي.



ورغم أحاديثه الكثيرة لم يتطرق السيسي إلى هذه المستجدات.



واعتبر هويدي أن "المعارك في المنطقة أصبحت معارك إعلامية، والجيوش لا تحارب.. الحروب في الفضاء، والرئيس (السيسي) سكت، ولكن صوت المؤسسة كان صاخبا في الإعلام، ولا نستطيع القول إنه تم تجاهل الأمر".



ورجح أن "الفريق شفيق سيتراجع (عن اعتزامه الترشح للرئاسة)، وهناك إشارات في هذا الاتجاه، إلا إذا فوجئنا بتغيير لم يكن في الحسبان، لكن واضح أن كفة التراجع أرجح، وبالتالي المعركة سيهدأ صخبها، وركود المياه في البحيرة السياسية ما زال مستمرا".



أما بخصوص جماعة الإخوان فقال هويدي إنها "لم تعد جماعة واحدة، بل أطياف متعددة، لكنها ما تزال، رغم تشرذمها، تشكل كتلة سياسية وصوتا سياسيا يصعب تجاهله، فيمكن أن تتعرض للضرب والتغييب، لكن انتهاء الجماعة صعب، ولا أظن أن محللا سياسيا منصفا يدعي ذلك، ولكن الإعلام يقول ذلك، ولكن فيه من التمنيات أكثر مما فيه من الحقائق".



ومضى قائلا إن: "الهزة التي حدثت بترشيح شفيق أكتر مما كان يخطر على البال.. المسألة لم تعد إخوان فقط، فالاشتباك الحاصل (مع السلطة) هو مع شرائح عديدة عريضة من المجتمع، فالمواطن العادي أصبح يعاني ولديه مشكلة، واختزال المسألة في الإخوان هو تسبيط أخشى أن يكون فيه قدرا من التضليل للتعبئة المضادة؛ فالغضب متجاوز الإخوان".



ومع ترجيح كثيرين أن الانتخابات ستكون محسومة لصالح السيسي، في حال ترشحه المرجح، يدعو منتقدون إلى مقاطعة الانتخابات.



وعن رأيه في المقاطعة اعتبر هويدي أن "هذا سؤال مبكر، فمسألة المرشحين لم تحسم بعد.. والمسألة أيضا ليست في من يرشح نفسه، ولكن في أجواء الانتخابات.. لكن لو استمر الوضع كما هو حاليا، فالإجابة محسومة لصالح الرئيسي السيسي، طالما لم تحدث مفاجآت".



وشدد على أنه "حتى دون إعلاء شعار المقاطعة فالإقبال (على الاقتراع) سيكون ضعيفا؛ فالغضب شديد، طالما البحيرة السياسية في ركودها".



** السد الإثيوبي.. الخيار العسكري مستبعد



من أبرز ملفات مصر الخارجية في ظل رئاسة السيسي هو ملف سد النهضة الإثيوبي، الذي تخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، حيث وصلت المفاوضات بين مصر وكل من إثيوبيا والسودان إلى طريق مسدود.



ووفق المفكر المصري فإن "أزمة سد النهضة في حدها الأقصى يمكن أن تكون كارثة، وهي متعددة الأوجه.. المشكلة الحقيقة أنها لم تأخذ حظها من الحوار الوطني، فموضوع الإرهاب يحتل أولوية ودفع السلطة إلى تجاوز أمور بحيوية المياه".



ورغم إخفاق المفاوضات حتى الآن، اعتبر أن "موضوع الحل العسكري مستبعد، وهناك إجراءات داخلية، منها إقامة محطة تحلية للمياه، وإجراءات دبلوماسية، مثل اتصالات مع دول إفريقية".



كما توجد "إجراءات قانونية، إذ يمكن الاحتكام إلى منظمات دولية، واشتباكات تحتية عن طريق إحداث قلاقل في إثيوبيا قد تؤدي إلى استنفار أطراف في إثيوبيا للضغط على السلطة، وكل الإجراءات، باستثناء الأخير، هي المقدمة، وهي التي تلوح في الأفق"، بحسب هويدي.



** سوريا.. لن تعود كما كانت



المفكر المصري تطرق إلى الوضع السوري بقوله إن "سوريا الآن غير سوريا في 2012 و2013، وواضح أن الحسم العسكري كفته أرجح الآن للنظام، مع الدعم الروسي والإيراني".



واستدرك بقوله: "لكن سوريا لن تعود كما كانت.. هناك جراح أعمق بكثير، ودماء سالت بغزارة، وفئات استيقظت، وهويات برزت، كالأكراد التي يقال إنهم استولوا على ربع سوريا".



ولخص هويدي المشهد السوري بقوله: "باختصار سوريا عسكريا على وشك النهاية، لكن استقرار النظام (بقيادة بشار الأسد) لا يزال بعيدا للغاية".



** اليمن.. مزيد من الدماء



قبل أيام قتل الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح (1978-2012)، برصاص حلفائه الحوثيين، ومنذ هذا التطور اللافت تتصاعد تساؤلات بشأن إن كان اليمن يتجه إلى مشهد أكثر تصادما أم إلى انفراجة.



وفق المفكر المصري فإن "مقتل صالح (75 عاما) سيؤدي إلى اختزال المواجهة بين طرف عربي، وهو السعودية وتحالفها العربي، وبين إيران مباشرة، وسيفجر صراعا قبليا، ويمكن أن يغرق اليمن في مزيد من الدماء".



وتنفي طهران صحة اتهامات عواصم عربية وغربية ومنظمات دولية لها بتقديم دعم عسكري لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، التي تقاتل، منذ أكثر من عامين ونصف العام، القوات الحكومية، المدعومة من التحالف العربي، بقيادة الجارة السعودية.



ورأى هويدي أن "إيران أصبحت في المواجهة، وأظن عزلة الحوثيين، واعتبارهم قوة مرفوضة، أصبحت شديدة الوضوح في المنطقة".



** ليبيا.. صراع مستمر



رؤية المفكر المصري لمستقبل المشهد الليبي لا تختلف كثيرا عن توقعاته للملف اليمني، إذ يبدو الاستقرار، على حد تقديره، بعيد المنال في جارة مصر الغربية.



هويدي قال: "لست متفائلا باستقرار الأوضاع في ليبيا؛ فهي تشكل نموذجا للصراع في المنطقة، والذي تضغط فيه قوى الثورة المضادة، وسط تدخلات عربية تغذي الصراع القبلي والسياسي".



ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969-2011) تتقاتل في البلد الغني بالنفط كيانات مسلحة عديدة، وتتصارع على السلطة حكومتان، إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب، ولكل منهما قوات مسلحة.



وشدد هويدي على أنه "لا مستقبل قريبا لليبيا في الاستقرار، وإنما صراع سيستمر، طالما الليبيون أنفسهم ليسوا مطلقي اليد في التعامل مع الأزمة".



** السعودية.. تعميق الأزمة



لا يمكن استشراف مستقبل العديد من ملفات المنطقة دون فهم ما يدور داخل السعودية، مع تعاظم دور ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، والحديث المتصاعد عن عمليات إصلاح ومكافحة للفساد داخل المملكة.



وهي تطورات قال عنها المفكر المصري: "ما حدث في السعودية هو جرح داخلي، مثل النزيف الذي يحدث في اليمن (حيث تقود السعودية تحالف عربيا منذ 2015)، وأخشى أن أقول إن الأمير محمد بن سلمان يعتمد فيما يؤديه على دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رغم أن ترامب ليس مضمونا، ومستقبله مهدد".



ومضى قائلا: "وبالتالي هناك مراهنات لا يعرف لها مستقبل.. المنطقة تواجه إشكالا، وهو أن جيلا من الزعماء يمارس السياسية بمنطق الهواة، حيث يتخذ خطوة دون معرفة ما يليها".



وتابع: "فمثلا ما يقال عن إصلاحات السعودية.. طبعا كلمة إصلاح كلمة جاذبة لا أحد يتحفظ عليها، لكن مجمل الممارسات تعطي انطباعا لا يؤيد هذا الإدعاء، ومع هذا لا أحد يعرف الخطوة التالية، بدءا من حرب اليمن والإجراءات الأخيرة، سواء السياسية أو التحولات الاجتماعية، وبالتالي لا توجد استراتيجة واضحة بالمنطقة، لأنه لا توجد سياسة".



وشدد على أن "الأزمة في السعودية محاصرة إعلاميا، وبالتالي يصعب، مع حالة التكتم، أن تتضح معالمها، ونرى تجلياتها في وسائل التواصل الاجتماعية، وباختصار السعودية مقبلة على مرحلة أظن أنها ستعمق الأزمة على الصعيد الداخلي والخارجي".



ومع هذا الغموض والتكتم السعودي، رأى هويدي أنه "يصعب توقع العلاقات الإيرانية- السعودية.. يصعب توقع ترطيب العلاقات أو تحسنها؛ فالمسألة ليست هي السعودية وإيران، فإسرائيل حاضرة بقوة، ولا تقبل بذلك".



** الربيع العربي.. تحولات وتحالفات



ما تشهده المنطقة من اضطرابات وصراعات يرجعه كثيرون إلى ثورات الربيع العربي، التي بدأت في تونس أواخر عام 2010، وما تلاها من سياسات مناهضة يسميها المنتقدون "الثورات المضادة".



وقال المفكر المصري إن "المنطقة، ومنذ أيام الربيع العربي، في اهتزاز، وأصبحت قضاياها متداخلة".



وأضاف: "واضح أن تحالفات تشكلت، مثلا مصر والسعودية والإمارات شكلت محورا، ملحق به بدرجة ما الأردن".



وختم هويدي بقوله: "نحن في أحد قمم التحولات والاهتزازات بالمنطقة، وقد تؤدي إلى تشكلات (تحالفات) أكثر ليست كلها إيجابية". -



 
Latest News





 
 
Top News