أحمد المصري، مدحت عبدالماجد/ الأناضول
قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن "الوقت قد حان لحل الأزمة الخليجية"، معرباً عن استعداد بلاده لتيسير الحوار واستضافته".
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اليوم الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك نية أمريكية لفرض حل للأزمة الخليجية، قال تيلرسون : "ليس لدينا أي نية لفرض حل على أي طرف".
وأضاف "نحن نبقى على اتصال مع جميع الأطراف، والرئيس ( الأمريكي) دونالد ترامب تواصل مع قادة الدول المعنية وأبلغهم أنهم يؤمن أن الوقت قد حان لإيجاد حل لهذا النزاع".
وأعرب عن استعداد بلاده "لتيسير الحوار، إما من خلال تيسير المفاوضات، أو وضع خارطة حل".
وأردف : "ولكن في الأساس على الأطراف أن تصل لنقطة أن تكون مستعدة لحل هذا النزاع".
وأضاف : "لقد عبرنا عن وجهة نظرنا أنه قد حان الوقت لإيجاد حل للأزمة، وسنستمر في عرض أي مساعدة بإمكاننا تقديمها من خلال استضافة الحوار أو تيسيره او دعم الجهود طويلة الأمد لأمير الكويت".
وأشار إلى أنه طالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال اجتماعهما في وقت سابق، بالحوار، قبل أن يضيف أنه "لا يوجد مؤشر لذلك ولا استعداد".
وأكد تيلرسون أن الولايات المتحدة "قلقة" فيما يشارف النزاع الخليجي على 5 أشهر وتشعر بتبعات هذا النزاع.
وقال إنه من الضروري لدول مجلس التعاون الخليجي السعي بشأن الوحدة، لافتاً إلى أنه لا يقوى أحد على السماح للنزاع بالاستمرار.
وأضاف "نشجع جميع الاطراف على البدء في الحوار والتفاوض وتخطي خلافاتهم".
وقال إن بلاده "ستستمر في القيام بدورها في دعم جهود الكويت لإيجاد حل دبلوماسي".
وفي السياق ذاته، شدد على أن ثمة علاقات اقتصادية قوية واستثمارات قطرية بالولايات المتحدة، و"نتطلع إلى تعزيز هذه العلاقات على المدى الطويل".
وأشار وزير الخارجية الامريكي أنه ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني جهود الجانبين في مكافحة الإرهاب في المنطقة والنزاع الخليجي.
وأضاف أنه تم بحث التقدم في تنفيذ مذكرة التفاهم بشأن مكافحة الإرهاب الموقعة في يوليو/ تموز الماضي.
وأشاد بالتقدم المهم فيها والجهود المشتركة بشأن تقاسم المعلومات وتمويل الإرهاب، مضيفا أنهم عقدوا عدة جلسات للتدريب الفني.
وفيما يخص إزمة إقليم شمالي العراق، قال تيلرسون إن (رئيس الوزراء العراقي حيدر) العبادي يتحمل مسؤولية الوجود الإيراني في العراق.
وأكد أن بلاده شجعت على "ضبط النفس"، ولم تشجع على استفتاء إقليم شمالي العراق، "لأن الوقت غير مناسب بسبب الحرب على داعش".
وأضاف أن الحكومة العراقية عادت إلى حدود ما قبل داعش، ونشجع الأطراف إلى التزام تلك الحدود، في إشارة إلى تأييد استعادة بغداد لكركوك (شمال).
من جانبه، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال المؤتمر، إن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أشاد بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الأزمة الخليجية.
وأضاف أن أمير قطر شارك ترامب في أن الأزمة الخليجية "أخذت مدة زمنية أكثر من اللازم، وأنها تؤثر على التحديات المشتركة".
وأشار إلى أن الجانب القطري أكد التزامه بالحوار على أسس واضحة وسليمة، يحترم سيادة الدول ولا يخالف المواثيق الدولية.
ولفت إلى أن الأمير أشاد بجهود أمير الكويت صباح الأحمد الصباح لرأب هذا الصدع، مؤكداً أن الجميع خرج منه خاسرين.
وقال الوزير القطري، "نؤكد على أن يكون الحل بتغليب صوت الحكمة".
وفيما يتعلق بأزمة إقليم شمالي العراق، أوضح وزير الخارجية القطري، أننا "ضد أي تدخل في العالم العربي".
وأضاف "نحن ضد أي نفوذ سلبي لإيران في المنطقة"، لافتاً إلى أن قطر اتبعت سياسة واضحة ضد إيران.
وأكد في الوقت نفسه، أن الدوحة تفضل الحوار مع طهران، لافتاً إلى أن هذا الموقف اتفقت عليه جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح آل ثاني، خلال المؤتمر، أن بلاده لم تصلها رسائل رسمية عن تأجيل القمة الخليجية المرتقب استضافتها في الكويت ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وحمل آل ثاني، الدول المقاطعة لبلاده المسؤولية إن حصل التأجيل بسبب "تعنتها"، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق اليوم، وصل تيلرسون إلى الدوحة قادما من العاصمة السعودية الرياض، في ثاني محطات جولة خارجية تشمل 5 دول.
وقبيل توجهه للدوحة، جدد تيلرسون خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض، دعوته للحوار لحل الأزمة الخليجية وإعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي.
وتعد هذه ثاني زيارة لتيلرسون إلى السعودية وقطر خلال 4 أشهر، بعد الزيارة التي أجراها في يوليو/تموز الماضي وشملت السعودية وقطر والكويت.
وتعصف بالخليج منذ 5 يونيو/حزيران الماضي أزمة كبيرة، بعد ما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى "دعمها للإرهاب".
من جهتها، نفت الدوحة جملة الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني. -
|