Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 24/04/2024 09:06 
News  > 

فقدت صديقاتها في حادث سير.. فحققت حلمهن

19.10.2017 10:28

ربحت جائزة أفضل متعلمة لصناعة الجلد التقليدية وهو مجال دراسي جمع الصديقات الخمس قبل أن يفترقن.

الرباط/ أنس مزور/ الأناضول



تُوجت الشابة المغربية "نورا تيكينت"، الأسبوع الماضي، بجائزة أفضل متعلمة في فئة صناعة الجلد، بالنسخة السادسة من المسابقة التلفزيونية "صنعة بلادي.. الجيل الجديد"، التي تركز على متعلمي الصناعات التقليدية.



بدت نورا سعيدة بفوزها في المسابقة، التي تبثها القناة الثانية بالتلفزيون المغربي، ولم تفارق محياها ابتسامة لازمتها طيلة حلقات البرنامج.



لكن ما لا يعرفه الجمهور أن خلف ذلك الوجه المبتسم قصة مأساوية يمتزج فيها الحزن مع الألم والتحدي والإصرار.



الآن نورا هي أفضل متعلمة في فئة الجلد بالمسابقة، لكنها قبل عام ونصف العام كانت الناجية الوحيدة من حادث سير مأساوي أودى بحياة صديقاتها الأربع.



** يوم الحادث



الحادث خلف صدمة كبيرة لدى المغاربة وتعاطفًا شديدًا مع الضحايا وعائلاتهم، خاصة وأن الفتيات كن على وشك التخرج من أكاديمية الفنون التقليدية (حكومية) بمدينة الدار البيضاء (شمال)، وتعرضن للحادث عندما كن في نزهة بعد انتهاء الامتحانات.



وبينما كانت سيارات الموتى تنقل كلًا من ابتسام وفاطمة الزهراء ومريم وسميرة (كلهن من مواليد 1993) إلى مثواهن الأخير، كانت نورا، الناجية الوحيدة من الحادث تحاول التشبت بالحياة، وتخضع لعملية جراحية تلو الأخرى، لتضميد كسور كثيرة أصابتها.



وتقول نورا للأناضول إن "رحلة شفائها ووقوفها على قدميها كانت مضنية، وتطلبت الكثير من الصبر والإرادة، وما تعيشه اليوم من عمر هو بمثابة حياة ثانية وهبها الله لها".



تتذكر ملابسات الحادث بقولها: "في فبراير (شباط) 2016، وبعد نهاية امتحانات الدورة الأولى من السنة الأخيرة، قررت أنا وصديقاتي المقربات الذهاب في نزهة للترويح عن أنفسنا.. قضينا صباحًا ممتعًا، كنا سعيدات جدًا بوجودنا معًا وبانتهاء الدراسة، ولم نكن نعرف أن يومنا سينتهي بمأساة رهيبة".



في طريقهن إلى مدينة بوزنيقة (نواحي الدار البيضاء) اصطدمت سيارة الطالبات الخمس، التي كانت تقودها نورا، بشاحنة كبيرة.



لا تتذكر نورا كيف وقع الحادث، لكن شاهدًا، وبحسب ما جاء في محضر الشرطة، قال إنها "تجاوزت الخط غير المتصل (غير مسموح بتجاوزه)، ثم عادت إلى يمين الطريق المزدوج وهي تقود بسرعة، لتسير السيارة في طريق غير معبدة لمسافة 80 مترًا، قبل أن ينفجر أحد الإطارات، وتفقد التحكم فيها، وتصطدم بشاحنة قادمة من الطريق المعاكس".



** رحلة الشفاء



رحلة العلاج لم تكن سهلة بالنسبة للشابة المغربية، فقد تعرضت لكسور في القفص الصدري والعمود الفقري والحوض والجمجمة.



وبعد تلقيها العلاج عادت إلى بيتها، لتظل شهرين ونصف الشهر مستلقية على السرير تتابع العلاج.



وهي مرحلة تقول عنها نورا: "تمكنت من تجاوز الآلام الرهيبة خلال فترة العلاج بفضل المؤازرة الكبيرة التي تلقيتها من والداي وأقاربي والجيران وكل أصدقائي ومعارفي.. لم يتوقفوا عن زيارتي ودعمي".



وتتابع: "كل تفكيري في هذه المرحلة كان منصبًا على مشروع التخرج (من الأكاديمية).. كنت أحاول الهروب من التفكير في الحادث وتداعياته بالنظر إلى المستقبل".



وتضيف: "شغلت نفسي بالبحث وبمشروع تخرجي، حظيت بتعاطف وتعاون إدارة الأكاديمية والأساتذة والأصدقاء، غمروني بمحبتهم، حتى تخرجت وكنت الأولى في دفعتي".



بعد التخرج وجدت نورا نفسها في فراغ، فسقطت في حالة اكتئاب: "كلما حل الليل، كنت أتذكر يوم الحادث بتفاصيله، منذ خروجنا للنزهة إلى أن استيقظت في المستشفى.. أتذكر صديقاتي واللحظات الجميلة التي قضيناها معًا، كنت أبكي طيلة الليل بلا توقف إلى أن يحل الصباح، فأنام نهارًا".



وتزيد قائلة: "تجاوزت الأمر وخرجت من القوقعة، بعدما آمنت بأن ما حدث قضاء وقدر، قررت المضي قدمًا وإنشاء مشروع خاص، وبعدها جاءت المشاركة في برنامج صنعة بلادي، باقتراح وتشجيع من إدارة الأكاديمية".



وتقول: "لم أكن أتوقع الوصول إلى المراحل النهائية، قلت لأسرتي إنني سأعود بعد أسبوع، لكن ما حدث خالف توقعاتي".



وتم تجميع المشاركين في الدار البيضاء، ولم يغادر مكان المسابقة، التي استمرت 7 أسابيع، سوى من تم إقصاؤهم فقط.



لا تحب نورا التحدث كثيرًا عن الحادث: "أحب تذكر اللحظات الجميلة التي قضيتها مع صديقاتي، أحس بأنهن معي، وفوزي في المسابقة كان من أجلهن، لو كن موجودات لفرحن كثيرًا من أجلي".



وتتذكر صديقاتها الأربعة بقولها: "كانت علاقتنا مختلفة، كنا نفهم بعضنا بالإشارة، كنا لا نفترق، حتى التدريبات المرتبطة بالدراسة كنا نقوم بها في المكان نفسه، نتنزه معًا، نحضر للامتحانات معًا، كان باقي الطلبة يطلقون علينا لقب فتيات الجلد، ويغبطوننا على علاقتنا وعلى تفاهمنا".



أما اليوم، كما تقول نورا: "أشعر بأنني وحيدة، وإن كنت وسط زملائي في الأكاديمية أو في المشروع أو في البرنامج، ذهبن وتركن فراغًا كبيرًا في روحي، لن أجد مثل تلك الصداقة، ولن يعوضهم أحد في قلبي".



** "علامة خاصة"



بعد حصولها على لقب "أفضل متعلمة جلد" في برنامج "صنعة بلادي" تعتزم نورا تطوير مشروعها الخاص، وبذل كل طاقتها لإنجاحه.



وتضيف: "فوزي في المسابقة كان خطوة كبيرة في مساري المهني، عرفني المغاربة والمهنيون على الصعيد الوطني، واختصرت بفضله مراحل كثيرة، التقيت بحرفيين محترفين، تعلمت منهم الكثير، كما أن قيمة الجائزة (60 ألف درهم، أي حوالي 6 آلاف دولار) ستساعدني على تمويل مشروعي".



وتحلم نورا أن تؤسس "علامة خاصة (تجارية)" معروفة على الصعيد الوطني والعالمي تنطلق من أصالة صناعة الجلد المغربية مع إضفاء لمسات معاصرة وتقنيات حديثة.



أما من الناحية الشخصية، فتطمح إلى النجاح لإسعاد أسرتها التي ساندتها في كل مراحل حياتها، ومن أجل صديقاتها أيضًا.

وتقول نورا للأناضول: "جمعني بصديقاتي رحمهن الله حب الصناعة التقليدية، وكان مشروع ورشة الجلد حلمنا جميعًا أنا وابتسام وفاطمة الزهراء ومريم وسميرة، سأسير في هذا الطريق لأحقق حلمي وحلمهن".



وتختتم بقولها: "هن دائمًا معي، وما دمت أمارس هذه الحرفة سيبقين معي، اشتغلت على عدد من الموديلات وزينتها بالحروف الأولى من أسمائهن، أقوم بذلك وأنا أتذكر اللحظات التي اشتغلنا فيها معًا". -



 
Latest News





 
 
Top News