لجنة حكومية يمنية توثق 17 ألف انتهاك لقوانين الحرب في البلاد

صنعاء/ زكريا الكمالي/ الأناضول



أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (حكومية)، مساء الجمعة، توثيقها لـ 17 ألف و123 حالة انتهاك لقوانين الحرب من جميع أطراف النزاع المسلح في البلاد.



جاء ذلك في تقرير أصدرته اللجنة، بالتزامن مع تحرك دولي تقوده هولندا يدعو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الانتهاكات التي طالت مدنيين خلال عامين ونصف من النزاع.



وذكرت في التقرير الذي قدمته الجمعة، على هامش الدورة الـ 36 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، أنها أكملت التحقيق في 10 آلاف و594 حالة انتهاك، بعد الاستماع إلى 16 ألف و191مُبلّغ وضحية وشاهد في جميع المحافظات اليمنية، وفقا للوكالة اليمنية الرسمية "سبأ".



وأشارت إلى أنها تعكف على تسليم النائب العام ما يقارب من 3 آلاف ملف لوقائع انتهاكات لقوانين الحرب.



وفي ظل الاتهامات الموجهة للجنة المشكلة من قضاة وحقوقيين بمحاباة "التحالف العربي" والقوات الحكومية، لفتت إلى أن الانتهاكات التي وثقتها شملت جميع أطراف النزاع المسلح في اليمن، دون تفصيل الانتهاكات التي ارتكبها كل طرف.



وبحسب تقرير اللجنة، فقد توزعت الانتهاكات على 20 نوعا، شملت تجنيد الأطفال، واستهداف مدنيين، وزراعة ألغام أرضية، والإضرار بأعيان وممتلكات ثقافية وتاريخية، واعتداء على الطواقم الطبية واستهداف مستشفيات، إضافة للتهجير، والاختفاء القسري.



وتخوض الحكومة اليمنية تحركات مكثفة في سبيل إفشال التصويت على مشروع القرار الهولندي الداعي لتشكيل لجنة دولية، والذي من المقرر أن يتم التصويت عليه، في الـ27 من سبتمبر/ أيلول الجاري، بمجلس حقوق الإنسان في جنيف.



وفي وقت سابق الجمعة، اعتبر وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، خلال لقائه بنظيره الهولندي، أن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات قوانين الحرب "سيعمل على تسييس القضايا الحقوقية وإعاقة مسار الحل السياسي الذي يجب التركيز عليه في المقام الأول".



وتقود هولندا التحرك الدولي الداعي لتشكيل لجنة دولية، إلى جانب كندا والصين، فيما تقف أمريكا وفرنسا وبريطانيا، بجانب المجموعة العربية التي تتزعمها السعودية ضد تشكيل اللجنة الدولية، ويؤيدون اللجنة الوطنية التي شكلتها الحكومة اليمنية.



ويشهد اليمن منذ خريف 2014، حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة بالتحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثي، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، من جهة أخرى.



وخلّفت الحرب أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير. -