قتيلان أردنيان في حادث السفارة الإسرائيلية يهددان بتصعيد التوتر بين البلدين

عمان / ليث الجنيدي / الأناضول



مع حلول ساعات مساء أمس الأحد، بدأت وسائل إعلام أردنية تتداول أنباءً عن سماع دوي إطلاق نار في محيط السفارة الإسرائيلية؛ الحدث الذي بدا لافتا ومثيراً للتكهنات خاصة أنه يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إسرائيل والأردن على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.



قبل أن يتضح لاحقاً أن الحادثة جرت في مبنى يُستخدم كسكن لموظفي السفارة؛ وأسفرت عن مقتل نجار وطبيب أردنيين بنيران أحد حراس السفارة، وإصابة الحارس بجروح طفيفة إثر طعنه بمفك براغي.



لكن ما يزال الغموض يلف بعض تفاصيل الحادث حتى الساعة خصوصا مع تحفظ السلطات الرسمية في الأردن وإسرائيل، اللذين يرتبطان معاً باتفاقية سلام منذ العام 1994، عن نشر تفاصيل وافية حول الواقعة التي من المحتمل أن تزيد من التوتر الحالي في العلاقات.



فالأردن يريد استجواب الحارس الإسرائيلي مطلق النار، لكن إسرائيل استقبت الأمر وقالت إن الحارس يتمتع بحصانة دبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا؛ ما يعني أنها ترفض أي مسعى أردني للتحقيق معه.



وكانت الأناضول انفردت، مساء الأحد، على لسان مصدر أمني بمقتل مواطن أردني وجرح شخصين، بينهم إسرائيلي تعرض للطعن، في الحادث.



المواطن الأردني الأول، توفي سريعاً متأثرا بإصابته بطلقات نارية من حارس السفارة الذي تعرض للطعن، وهو ما أكدته مديرية الأمن العام بالأردن، في بيان لاحق.



وقالت المديرية في بيان إن "التحقيقات الأولية غير النهائية تُشير إلى أن المواطنين الأردنيين دخلا إلى المبنى السكني قبل الحادثة بحكم عملهما بمهنة النجارة".



ولفت البيان إلى أن كلا الأردنيين يعملان في مهنة النجارة، دون إشارة لوجود طبيب.



وأوضح أن "الجهات في مديرية الأمن باشرت بفتح تحقيق موسع بالحادث وإخبار النيابة العامة للوقوف على كافة التفاصيل والملابسات وفق الإجراءات القانونية المتبعة".



وبعد منتصف الليل أعلنت المديرية وفاة أردني ثان متأثراً بإصابته في الحادثة "تبين أنه طبيب تواجد في المكان بحكم ملكيته للمبنى السكني".



ولم يعرف حتى سبب الحادث وما إذا كان متعلقاً بحالة الغضب في الشارح الأردني على أحداث الأقصى الراهنة أم لا، فيما اكتفت وسائل إعلام أردنية بالقول إن الأمر وقع على خلفية "شجار".



وفرضت إسرائيل حظرا على التغطية الإخبارية للحادث، ولم تتحدث عنه إلا صباح اليوم، وقال "راديو "إسرائيل" إن "الحظر فُرض لأن الأردن يريد استجواب حارس الأمن لكن إسرائيل قالت إنه يتمتع بحصانة دبلوماسية".



من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، صباح اليوم، إن "رجل الأمن الإسرائيلي الذي تسبب أمس، بمقتل أردنيين في إطلاق نار بعد تعرضه لهجوم من عامل أردني بمفك براغي، يحظى بحصانة من التحقيق والاعتقال حسب وثيقة فيينا"، في إشارة إلى عدم استعداد إسرائيل تسليم الحارس للسلطات الأردنية.



وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قام ليلة أمس، بالاتصال بسفيرة إسرائيل في عمان "عينات شلاين"، ومع الحارس الإسرائيلي المصاب.



ولفت إلى أن "وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتواصل عبر طرق وقنوات مختلفة مع الحكومة الأردنية".



وحسب الرواية الإسرائيلية التي أوردها بيان الخارجية فإنه "تقرر تغيير أثاث المبنى، داخل مجمع سكني بجانب السفارة الإسرائيلية في عمّان، والذي يخدم موظفي السفارة، وخلال تواجد صاحب البيت واثنين من العمال الأردنيين بالإضافة إلى رجل أمن إسرائيلي في المنزل، قام أحد العاملين بالتسلل وراء رجل الأمن وطعنه بواسطة مفك، وأصيب رجل الأمن بجروح طفيفة، فقام الأخير بالدفاع عن نفسه ما أسفر عن مصرع العامل المهاجم، فيما أصيب في الحادث صاحب البيت وتم إعلان وفاته لاحقا".



ويتزامن الحادث في وقت يشهد فيه العالمين العربي والإسلامي والأراضي الفلسطينية احتجاجات ومسيرات شعبية تنديدًا بممارسات وانتهاكات إسرائيل بحق القدس والمسجد الأقصى.



ومنذ أكثر من أسبوع تشهد القدس احتجاجات ومواجهات بين قوات إسرائيلية وفلسطينيين يحتجون على نصب إسرائيل بوابات فحص إلكتروني على مداخل المسجد الأقصى ليمر منها المصلون؛ وهو ما يعتبره الفلسطينيون محاولة من إسرائيل لفرض سيادتها على المسجد.



وسقط على مدار يومي الجمعة والسبت 4 قتلى فلسطينيين برصاص إسرائيلي خلال تلك الاحتجاجات والمواجهات. -