Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 27/04/2024 01:14 
News  > 

الخريطة العسكرية لليبيا في منتصف 2017 تتغير

24.07.2017 09:43

إسطنبول/ مصطفى دالع/ الأناضول



شهدت ليبيا خلال الستة الأشهر الأخيرة من 2017، تغييرات هامة على مستوى الخريطة السياسية والعسكرية، حيث تمددت قوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب في وسط وجنوبي البلاد، وانهت سيطرتها بالكامل على مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) بعد ثلاث سنوات من القتال، بينما تمكنت القوات الداعمة لحكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليا) من بسط سيطرتها على العاصمة طرابلس، بعد أن اقتسمتها لأشهر طويلة مع حكومة الإنقاذ.



لم تعد خريطة ليبيا السياسية والعسكرية في منتصف 2017، تشبه تلك التي رسمت في 2016، بعد التطورات الميدانية التي وقت خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري، فبعد أن كانت قوات حفتر تتقاسم السيطرة مناصفة مع كتائب الغرب الليبي في 2016، أصبح حفتر يسيطر فعليا على نحو ثلث مساحة البلاد.



حيث سيطرت قوات حفتر، على قاعدة تمنهنت الجوية (700 كلم جنوب طرابلس)، أهم قاعدة جوية في إقليم برقة، في 25 مايو/أيار الماضي، وبسطت نفوذها على مدينة سبها مركز الإقليم (750 كلم جنوب طرابلس)، وذلك بعد انسحاب القوة الثالثة التابعة لكتائب مصراتة الموالية "اسميا" لحكومة الوفاق، بطلب من الأخيرة بعد هجوم القوة الثالثة على قاعدة براك الشاطئ (شمال سبها) وسقوط عشرات القتلى في صفوف قوات حفتر، مما أثار ردود فعل منددة داخليا وخارجيا حتى من حكومة الوفاق التي تتبع لها هذه القوات.



أما في قاعدة الجفرة الجوية الاستراتيجية، والتي توجد في قلب الصحراء الليبية، والتي كانت تحتضن قوات هامة من القوة الثالثة، ومن سرايا الدفاع عن بنغازي (تجمع مقاتلين من شرقي ليبيا معادين لحفتر)، فبعد قصف جوي عنيف من الطائرات الجوية المصرية على القاعدة، وتأليب سكان محافظة الجفرة ضد الكتائب الموالية لحكومة الوفاق، انسحبت القوة الثالثة وحلفاؤها من جميع مدن المحافظة (ودان، وهون وسوكنة)، وسيطرت قوات حفتر بسهولة على القاعدة الجوي، في 3 يونيو/حزيران الماضي، والتي ظلت عصية عليها لفترة طويلة.



واختتمت قوات حفتر، سلسلة انتصارتها بإعلانها السيطرة بشكل كامل على بنغازي، في 5 يوليو/ تموز الجاري، بعد اقتحامها آخر جيوب مجلس شورى ثوار بنغازي (تجمع لثوار سابقين شاركوا في الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011)، وذلك في البلدة القديمة (حيي سوق الحوت والصابري)، وبذلك لم يبق من إقليم برقة (شرقي البلاد) خارج سيطرة قوات حفتر، سوى مدينة درنة، الخاضعة لسيطرة مجلس شورى مجاهدي درنة (تحالف كتائب إسلامية معادية لحفتر).



واستمر الغموض بشأن منطقة "الكفرة"، في أقصى جنوبي برقة على الحدود مع السودان، والذي تقطنه قبيلتي الزوية (عربية) والتبو (من أصول تشادية) المتصارعتين، بالإضافة إلى تواجد متمردين من إقليم دارفور السوداني، والذين تتهمهم الخرطوم بأنهم يقاتلون كمرتزقة في صفوف قوات حفتر.



أما في إقليم طرابلس (منطقة الغرب)، فأهم تغير حدث، فتمثل في تراجع نفوذ المجلس العسكري لمدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)على غربي وجنوبي البلاد، والتي هيمنت على إقليمي طرابلس وفزان منذ انتصارها في معركة مطار طرابلس في 2014، فرغم أن انتصارها على تنظيم "داعش" الإرهابي، وطردها له من مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، أعطاها زخما داخليا وخارجيا.



إلا أن انقسام كتائب مصراتة، بين داعم لحكومة الوفاق ومساند لحكومة الإنقاذ بقيادة خليفة الغويل، وانهزام المجلس العسكري لمصراتة في معركة طرابلس ضد كتائب داعمة لحكومة الوفاق وعلى رأسها كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري، وقوة الردع المشتركة أبو وسليم بقيادة عبد الغني الككلي، وانسحاب القوة الثالثة التابعة للمجلس من قاعدتي الجفرة وتمنهنت العسكريتين في جنوبي البلاد، أدى إلى انكفائها وتراجع نفوذها خاصة وأنها تعرضت لاستنزاف شديد في معركتها ضد "داعش" والتي استغرقت نحو سبعة أشهر (من مايو/أيار إلى ديسمبر/ كانون الأول 2016).



ورغم فرض حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، سيطرتها على العاصمة طرابلس لأول مرة منذ 30 مارس/آذار 2016، إلا أن نفوذها تراجع بشكل ملحوظ في مناطق واسعة جنوبي ووسط البلاد، ولكنها لازالت تعول على حل سياسي، برعاية دولية، يُنهي الانقسام الداخلي في البلاد، خاصة وأن مداخيل النفط التي ارتفعت إلى نحو مليون برميل يوميا تصب في حسابات البنك المركزي في طرابلس التابع لها، رغم سيطرة قوات حفتر على منطقة الهلال النفطي (600 كلم شرق طرابلس) التي تضم معظم الحقول والموانئ النفطية، وحاولت الحكومة المؤقتة الموالية لحفتر، عبر إنشاء مؤسسة موازية للنفط، الاسئثار بمعظم الموارد النفطية، لكن ذلك جوبه برفض دولي.



وبنظرة بسيطة إلى الخريطة السياسية والعسكرية الجديدة لليبيا يتضح أن حفتر أصبح يسيطر على مناطق واسعة من البلاد شرقا وجنوبا، وبعد أنهى معركته الرئيسية في بنغازي، واستمر في عزل وتثبيت جبهة درنة، فإنه ليس من المستبعد أن يصوب قائد معركة الكرامة أنظاره غربا باتجاه طرابلس، خاصة وأن له جيوب وأنصار في المنطقة خاصة في بلدة بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس)، وجبل نفوسة، وقاعدة الوطية الجوية، كما أن خصومه الأقوياء (كتائب مصراتة) في أسوأ أحوالهم منذ الإطاحة بنظام القذافي، وكتائب الغرب منقسمة ومشتتة وتتقاتل في بينها من حين لآخر، إلا أن طموحه ذلك يصطدم برفض دولي وإقليمي. -



 
Latest News





 
 
Top News