غوتيريش" يقدم اعتذارا رسميا لضحايا مخيمات النازحين شمالي كوسوفو

نيويورك/ محمد طارق/ الأناضول



قدم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، اعتذارا رسميا لسكان مخيمات المشردين داخليا في شمالي كوسوفو.



جاء ذلك في بيان تلاه فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام، أمام الصحفيين في نيويورك .



وقال غوتيريش، في اعتذاره "إنني أدرك تماما المحنة الخاصة لهؤلاء الأفراد، وأود أن أعرب عن أسف المنظمة العميق للمعاناة التي يعاني منها جميع الأفراد الذين يعيشون في تلك المخيمات".



وأشار البيان، أن غوتيريش، قرر "وكتدبير استثنائي، إنشاء صندوق ائتماني يضطلع بتنفيذ مشاريع مساعدة مجتمعية، ولا سيما في شمالي وجنوبي مدينتي ميتروفيتشا وليبوسافيو(شمال)".



وذكر أن "المشاريع تستهدف المساعدة الاحتياجات الملحة للمجتمعات الأكثر ضعفا، بما في ذلك ما يتعلق بالخدمات الصحية والتنمية الاقتصادية والهياكل الأساسية".



وعند نقل الأمم المتحدة مئات النازحين إلى مخيمات شمالي وجنوبي "ميتروفيتسا"، و"ليبوسافيتش"، عقب انتهاء حرب 1998-1999 في كوسوفو، للتسمم بالرصاص.



وقال البيان إن "الفريق الاستشاري لحقوق الإنسان، والذي تم تشكيله ضمن بعثة للأمم المتحدة لحفظ السلام في كوسوفو، وبدأ ولايته في نوفمبر/تشرين أول 2007، استعرض أكثر من 500 شكوى".



وتابع "وفي عدد من الحالات، خلص الفريق إلى أن هناك إخفاقا في التقيد بمعايير حقوق الإنسان، وأنهى الفريق عمله وقدم فيما بعد تقريرا نهائيا في يوليو/تموز 2016".



وبحسب بيان الأمين العام، كان من بين الحالات التي استعرضها الفريق، شكوى مقدمة من 138 فردا من جماعات الروما، والأشكالي، والغجر، الذين أصيبوا بالتسمم بالرصاص وغير ذلك من العواقب الصحية الخطيرة نتيجة لنقلهم إلى مخيمات المشردين داخليا في شمال كوسوفو.



ولفت البيان أن "الأمين العام يدرك أن من واجبنا المشترك دعم جماعات الروما، والأشكالي، والغجر، في كوسوفو، وضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها".



وأضاف "ستبذل المنظمة الأممية قصارى جهدها، بالتشاور مع الدول الأعضاء، لتعبئة الموارد اللازمة لدعم الصندوق الائتماني، كما يدعو الأمين العام المجتمع الدولي إلى دعم هذه المبادرة من خلال توفير الموارد للصندوق".



وتعهد غوتيريش، بأن "تواصل المنظمة (الأممية) استخلاص الدروس من تجربتها في كوسوفو ومن عمل الفريق واتخاذ إجراءات لمنع تكرار هذه الحالات مرة أخرى".



بدورها، انتقدت بشدة منظمة "هيومان رايس ووتش" الحقوقية، إعلان الأمين العام تأسيس صندوق ائتماني لضحايا مخيمات النازحين في كوسوفو.



وقال ممثل المنظمة الحقوقية لدى الأمم المتحدة "لويس شاربونيو"، إنه "بدلا من قيام الأمم المتحدة بتعويض الضحايا بشكل فردي عن إهمالها، قام السيد غوتيريش، ببيع ضحايا التسمم بالرصاص في مخيمات الأمم المتحدة في كوسوفو".



ولفت شاربونيو، في رسالة بعث بها لمراسل الأناضول، إلى أن "غوتيريش، ورث هذه المشكلة، لكنه لا يزال قادرا على تغيير المسار وتنفيذ توصيات الفريق الاستشاري، والأهم من ذلك تعويض الضحايا وأسرهم بشكل مناسب وليس من خلال تأسيس صندوق ائتماني غير معروف رأسماله".



وأردف قائلا "إن التهرب من المسؤولية عن معاناة ضحايا التسمم بالرصاص لا يؤدي سوى إلى تقويض المحاولات الرامية إلى تحميل الأمم المتحدة المسؤولية عن إخفاقاتها".



وتابع أن "رفض الأمم المتحدة لمسؤوليتها عن الضرر الذي ألحقته بالضحايا، يقوض قدرة المنظمة على الضغط على الحكومات لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان". -