في رابع أيام "كان 2017".. أمريكا تحتفل بالأسرة وفرنسا تعيش في الماضي

القاهرة / أسامة صفار/ الأناضول انحصرت منافسة رابع أيام عروض المسابقة الرسمية للدورة السبعين في مهرجان "كان" السينمائي الدولي بفرنسا، بين الولايات المتحدة وفرنسا؛ حيث شاركت الأولى بفيلم يحتفي بـ"مفهوم الأسرة"، والثانية بفيلم يتناول حياة مخرج سينمائي فرنسي من القرن الماضي. وقدَّم المخرج الفرنسي، ميشيل هازانافيسيوس، ليتوانيّ الأصل، فيلم "The Redoubtable" (الرهيب)، بينما يشارك الأمريكي نوح بومباخ بفيلم "The Meyerowitz Stories" (قصص ميرويتز). ويعيد الأمريكي "بومباخ" الاعتبار إلى مفهوم الأسرة في فيلمه الكوميدي "قصص ميرويتز"، بكل ما تعنيه من دفء، ودعم لأفرادها عبر عائلة تحضر تدشين عمل فني للأب. ويطرح الفيلم الكوميدي قيمة الأسرة مختزلة في جملة اعتبرها شعاره في البداية وهي "الأسرة ليست كلمة.. إنها جملة"، ويبدأ بعدها في استعراض حال أسرة مفككة، تضم أبًا نحات (مثال)، وابنًة تركت الجامعة بشكل مؤقت، وابنًا يرافقه دائمًا، وزوجة سابقة. وتدور أحداث القصة في مكان ما في مانهاتن (أشهر أحياء مدينة نيويورك)، حيث يعيش هارولد مييرويتز (دستين هوفمن)، وهو فنان يهودي أمريكي، انتهت منذ فترة طويلة أيام مجده، وتعيش معه زوجته الرابعة المدمنة علي الكحول، ويحاول الرجل استعادة أيام مجده، واستعادة قوته عبر السيطرة علي أفراد أسرته. أما الابن الأكبر، فقد توقف عن الذهاب للدراسة في الجامعة، ولم يعد يملك عملًا ثابتا يعيش منه ابنه للذهاب إلى الكلية ولم يكن لديه وظيفة ثابتة، خلافًا لشقيقه الناجح في بناء شركته الخاصة، وتبقى الابنة التي توقفت أيضًا عن الدراسة الجامعية، واتجهت للعمل في السينما حائرة بين الجميع. ثم تجتمع الأسرة حول الأب، لتتخلص من توترات دائمة في العلاقات بينهم؛ لا سيما بعد اقترابه من الموت إثر حادث منزلي. ونوح بومباخ، ولد في حي بروكلين بمدينة نيويورك عام 1969، وهو ابن لاثنين من نقاد السينما، وأول أفلامه هو "الركل والصراخ" (1995)، ثم "الحبار والحوت" (2005). بينما يحكي فيلم "الرهيب"، عن المخرج والرائد السينمائي الفرنسي جون لوك غودار، خلال إخراج أحد أفلامه، حيث يقع في حب الممثلة آن ويازمسكي البالغة من العمر 17 عامًا، ثم يتزوجها لاحقا. و"الرهيب"، كان مقرراً أن يفتتح مهرجان "كان"؛ غير أن فيلم "أشباح إسماعيل" كان قد حصل علي أصوات أكثر فتقرر عرضه بدلاً منه. ويقدم ميشيل هازانوفيسيوس، خلال قصة الحب والزواج في "الرهيب" بورتريها عن السينمائي الأشهر، ومؤسس جماعة "السينما الجديدة"، التي صنعت بدورها النهضة السينمائية الحديثة في فرنسا. وولد ميشيل هازانافيسيوس في باريس، ودرس في مدرسة الفنون، وعمل مخرجًا عام 1999، وكتب وأصدر أول أفلامه الروائية "ميس أميس" (1999). أما جان لوك غودار، فولد في باريس عام 1930، وأسس عام 1950 "جريدة السينما"، وحقق نجاحًا كبيرًا مع النقاد السينمائيين وفي شباك التذاكر، وأصبح ناقدًا ومخرجًا بارزًا في الموجة الفرنسية الجديدة مع إشاراتها إلى السينما الأمريكية. وقضى غودار الكثير من الوقت في كتابة سيناريوهات للأفلام، ومجموعة من الكتابات الهامة، التي وضعته بقوة في طليعة رواد "الموجة الجديدة" في السينما. وتشهد الدورة الحالية للمهرجان (من 17 إلى 28 مايو/ أيار الجاري) عرض 49 فيلماً من 29 دولة، من بينها 19 فيلماً تتنافس على جوائز المهرجان، وأبرزها جائزة "السعفة الذهبية" لأفضل فيلم. ويعد مهرجان "كان" أهم المهرجانات السينمائية في العالم، ويعود تأسيسه إلى عام 1946، ويقام في شهر مايو/ أيار بمدينة كان في جنوب فرنسا. -