Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 19/04/2024 07:45 
News  > 

ماذا ينتظر أوزبكستان وجيرانها بعد "غياب" كريموف؟

02.09.2016 10:48

أحمد علي/ الأناضول



تواجه أوزبكستان ظرفًا سياسيًا مفاجئاً، تمثل في إعلان تدهور الوضع الصحي لرئيس البلاد إسلام كريموف، خصوصًا أن هذا الإعلان سبقته أنباء عن

وفاته، وهو ما جعل سيناريو رحيل كريموف (٧٨ عامًا) غير مستبعد لدى الدوائر السياسية في منطقة أسيا الوسطى وخارجهًا، بعد تعرضه لنزيف حاد في الدماغ ويرقد حاليًا داخل غرفة العناية الفائقة.



وتصريح ابنة كريموف، لولا كريموف أنه "ما زال مبكراً توقّع تطورات الموقف الصحي لوالدها"، لعب دورًا قويًا في فتح باب التكهنات بمرحلة ما بعد الرئيس الذي حكم بلاده لأكثر من ٢٥ عامًا، لاسيما مع عدم وجود مرشح محتمل لخلافته، فضلًا عن وجود غموض يكتنف الوضع الراهن وما سيتبعه، إلى جانب تأثيرات محتملة لغياب كريموف سواء بمرضه أو موته.

*غموض ومرحلة انتقالية لتغير القيادة



ديردري تينان، مديرة قسم آسيا الوسطى في مجموعة الازمات الدولية (منظمة دولية غير ربحية مقرها بروكسل) قالت إن السكتة الدماغية التي أصابت الرئيس الأوزبكستاني دفعت البلاد إلى المجهول، لكنها في الوقت نفسه توقعت أن يحاول المقربون من كريموف الحفاظ على قوتهم (قوة النظام) والحد من الاضطراب الذي من شأنه أن يحدث مع بدء المرحلة الانتقالية.





وبحسب تينان، فإن أكبر دولة في أسيا الوسطى حيث يبلغ عدد سكانها ٣١ مليون شخص قد يواجهون الآن مرحلة انتقالية متوترة، وهو احتمال مخيف لهم و لجيرانهم في المنطقة.





ووفق للدستور الأوزبكستاني، إذا لم يستطع الرئيس أداء واجباته، يتولى رئيس مجلس الشيوخ تصريف أعمال الرئيس لمدة ٣ أشهر لحين إجراء انتخابات رئاسية.





وأوضحت تينان في تحليلها على موقع مجموعة الأزمات الدولية، أن اللاعبين من المقربين من الرئيس سواء رئيس الوزراء شوكت ميرزاييف، أو نائبه رستم عظيموف، وغيرهم يريدون انتقالا سلسلًا، وبالتالي إذا ارادوا تجنب الاقتتال فإنه من المتوقع ان يحاولوا الحفاظ على مكتسبات أصحاب المصالح الذين يحصلون على السلطة والامتيازات، وهي عملية غير ديمقراطية قد تؤدي إلى فترة من عدم الاستقرار الفوري.





من جانبه، توقع الخبير في شؤون أسيا الوسطى بجامعة غلاسكو باسكوتلندا لوك انشيسكي لصحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن يكون هناك تغييرًا في القيادة لكن ليس تغييرًا في النظام، لافتًا إلى أن الإعلان عن مرض كريموف يعني أنه تم اختيار خليفته.





متفقة معه، قالت إيريكا مارات، آستاذ مساعد في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية: بدون إجراءات معدة مسبقة لاختيار خليفة كريموف ومع نقص كامل للخبرة في إجراء انتخابات مفتوحة، أي شخص سيأتي للسلطة سوف يستمر على نفس المستوى من القمع السياسي أو الانخراط في أساليب أشد قسوة.





ويرى مراقبون دوليون منهم الخبيرة الدولية في مجموعة الأزمات تيتان أن جيران أوزبكستان - وخاصة قيرغيزستان و طاجيكستان - لا يرفضون هذا السيناريو، بل على العكس سيرحبون به، بسبب رغبتهم في غلق هذا الملف نتيجة لانشغالهم بقضايا أخرى مثل "ظروف تهديدات آمنية في المنطقة، بما في ذلك انتشار التهديدات العابرة للحدود مثل تنظيم الدولة".





وقالت سارة كيندزيور، باحثة مشاركة في جامعة جورج واشنطن متخصصة في شؤون أسيا الوسطى للأناضول إنه "من الصعب معرفة ما سوف يحدث بعد وفاته لأن حكومة أوزبكستان تتألف من النخب السرية".





وتابعت: "لا نعرف من سيحل محل كريموف، نحن لا نعرف كثيرًا كيف يسيطر كريموف على قرارات هذه الأيام بينما صحته متدهورة، أو ما إذا كان هناك أخرون وراء الكواليس لديهم مزيد من السيطرة".





وترى كيندزيور إن عجز كريموف عن قيادة البلاد سواء من خلال مرضه الشديد أو موته، سيخلق حالة من عدم الاستقرار على نطاق أوسع في جميع أنحاء آسيا الوسطى، وبالرغم الإنعزالية التي زادت على أوزباكستان منذ ٢٠٠٥، فإن ما يحدث بها يؤثر على الدول الأخرى خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الموارد (خصوصًا الماء)، والتجارة، ومراقبة الحدود، والعمال المهاجرين.





واعتبرت الخبيرة الدولية أن غياب كريموف سيخلق مناخًا من القلق وعدم الاستقرار الذي قد تحاول أطراف خارجية استغلاله.



خمس مشاهدة تعقد من غياب الرئيس





سيناريو ما بعد كريموف لا يعني أن غيابه الآن لن يكون له تآثيراته في منطقة أسيا الوسطى بل على العكس يجب وضع عدة مشاهد في الاعتبار مع غيابه لحين اختيار رئيس جديد.





أولا؛ من المعروف أن أوزبكستان بلد متنوع عراقيًا مع المناطق التي كانت تتنافس لعقود ولا تزال لديها إمكانات الصراع، فهناك "كرك باكستان" في الشمال الغربي وهي منطقة متدهورة بيئيًا، وجمهورية ذات حكم ذاتي لا يسمح لها أبدًا أن تجري استفتاء حول مستقبلها، حتى المنشقين عنها معظمهم في المنفى، ويشكون من حركة الأوزبك في منطقتهم ويتحيزون ضد ثقافتها، في الوقت الذي تنتشر فيه شبكة من مخبري الشرطة في كل مكان.



أضف إلى ذلك مشهد ثاني، وهو شعور البعض بالاثارة من الإجراءات الروسية في شبه جزيرة القرم، وأصبحوا أكثر صخبًا ويأملون بدعم مماثل لطموحاتهم.





مشهد ثالث يتصدره وادي فرغانة، تتقاسمه كل من أوزبكستان و قيرغيزستان و طاجيكستان، الذي شهد عام ٢٠٠٥ مقتل المئات في مواجهات بين الحكومة وسكان اقليم انديجان جنوب البلاد.





أما المشهد الرابع يتلخص في انخفاض الدخل في جميع أنحاء البلاد والشعور العام بالخوف وعدم الثقة بعد حملات الاعتقالات الجماعية للمتطرفين الإسلاميين بحسب زعم السلطات.





مشهد خامس أوضحته مجموعة الأزمات الدولية، في تقريرها اليوم، وهو العلاقات المضطربة التي تعاني منها أوزباكستان مع روسيا والولايات المتحدة بسبب تحول السياسة الخارجية لكريموف مرارا وتكرارا على مر السنين، كذلك بالنسبة للصين التي يبدو أنها تتعامل مع العاصمة طشقند بحذر أكثر من غيرها من دول آسيا الوسطى.



علاقات خارجية .. على ضفاف مضطربة

ولتوضيح العلاقات مع كل من واشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبي والصين، علينا أن نسترجع بعض الحقائق منها غلق القاعدة الجوية الامريكية في ٢٠٠٥ بعد انتقات واشنطن لأعمال العنف في ذات العام، تملص أوزبكستان من الإنضمام إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا ورفضها الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهي مجموعة تجارية تهيمن عليها موسكو.





ورغم توتر العلاقة بين أوزباكستان وكل من واشنطن وموسكو مؤخرا، لكنها أصبحت الآن مستقرة نوعًا ما وإن لم تكن في أفضل حلاتها، فبالنسبة لواشنطن، فبعدما فرضت على طقشند عقوبات عسكرية، تحسنت العلاقات في غضون أسابيع حيث تظل أوزباكستان موردا حيويا للقوات الغربية التي كانت تدعم الحكومة في أفغانستان ضد طالبان وهو ما استمر حتى الآن، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.



روسيا .. نحو تقارب أم تدخل؟





دميتري أوفيتسيروف، المحلل السياسي، ومحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو (من أكبر مراكز الأبحاث الروسية المستقلة)، قال لوكالة الأناضول للأنباء إن "موسكو سوف تقود سياسة حذرة للغاية وحساسة تجاه أوزباكستان، بعد غياب كريموف، وهذا يرجع إلى أن المبدأ الأساسي للسياسة الروسية بعد فترة الاتحاد السويفيتي هو العمل حصريًا مع الحكومة الحالية، لذا فسوف تنتظر موسكو لحين انتخاب رئيس جديد".



وراسمًا خطوات موسكو، أوضح أوفيتسيروف أن "انتظار انتخاب رئيس جديد أمر مهم بالنسبة لروسيا لوجيرانها، فسياسة موسكو تجاه الخليفة المحتمل، ستتبعها دولة مثل كازختسنان بانتباه شديد مثلما ستتابع سياسة كل من تركيا والولايات المتحدة والصين.





وقال الخبير الروسي، المقرب من دوائر صنع القرار ببلاده، إن في حال عدم استقرار أوزباكستان، التي تعاني فعليًا من مشاكل داخلية خلفتها الصراعات المسلحة السابقة، فإن موسكو مستعدة لتقديم الدعم لإعادة الأوضاع لحالتها الطبيعية، مشددًا أن هذا سيحدث "إذا طلبنا للمساعدة".





ورأى أوفيتسيروف أن الرئيس كريموف كان دائما يقود سياسة مناورات، في محاولة للحفاظ على مسافة متساوية من روسيا والولايات المتحدة وتركيا، مضيفًا: أعتقد أن كل من روسيا وتركيا سوف تجدا وسيلة لمساعدة أوزباكستان على المرور من هذه الفترة الصعبة بأمان.



وشدد الخبير الروسي على أنه من المهم بالنسبة لروسيا أن ينتج عن تغير السلطة في أوزباكستان وصول النخب للسلطة ممن سيكون لهم ثقة الشعب ويكونوا على استعداد للحفاظ على التوافق في آسيا الوسطى، لافتًا إلى أن طقشند ليست عضوًا بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي والجماعة الأوروبية للطاقة الذرية وهو ما يجعلنا بالتأكيد بصدد وضع مسألة التقارب السياسي بين يدي السلطة الجديدة.





على الجانب الآخر، رأت الخبيرة الدولية سارة كيندزيور أن الوضع في أوزبكستان يشكل لروسيا "مصدرا للقلق وفرصة في الوقت نفسه"، لافتة إلى العلاقات الاقتصادية التي تربط بين كلا البلدين حيث تعتمد أوزبكستان بشكل كبير على تحويلات العمال الأوزبكيين المهاجرين في روسيا.

وتشير التقديرات إلى أن روسيا تستضيف نحو مليوني عامل أوزبكي مهاجر.



وأوضحت كيندزيور أن روسيا تعاملت مع كريموف لمدة 25 عاما، وهو مألوف لهم واحتمال استبداله يعني أنها يمكن أن تفقد مزايا ما لديها في المنطقة، لكنه يعني أيضا أنها ربما يمكن أن تكسب مزايا أخرى أيضا لا سيما من خلال ترتيبات تجارية جديدة. -



 
Latest News





 
 
Top News