Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 24/04/2024 20:12 
News  > 

القوّة الافريقية المشتركة في حاجة إلى "دعم لوجستي" دولي لهزيمة "بوكو حرام"

09.10.2015 11:48

التحالف الإفريقي سيكون في حاجة إلى قرار أممي فقط في حال توسّعه ليصبح "تحالفا دوليا" يشمل بلدانا افريقية أخرى أو غربية، بحسب خبراء.

تونس/ محمد عبد لاوي/ ترجمة ليلى الثابتي/ الأناضول



القوّة الافريقية المشتركة، والتي تضمّ بلدان حوض بحيرة تشاد التي أثقلتها فظاعات "بوكو حرام"، تبدو جاهزة للمرور إلى مرحلة التنفيذ، مع إرسال، أوّل أمس الأربعاء، لأوّل كتيبة تضمّ 500 جندي كاميروني نحو تشاد، غير أنها في حاجة إلى الدعم اللوجستي من المجتمع الدولي، والذي من دونه، قد يتأثر مردودها،  بحسب أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة "باريس 13"، لوسيان بامبو.



بامبو، عضو فريق التحرير في مجلة "جيوبوليتيك افريكان"، أشار، في حديث للأناضول، إلى أنّه بإمكان التحالف الافريقي "بدء عملياته" ضدّ "بوكو حرام حتى من دون قرار أممي، ما دامت البلدان المعنية والأكثر تضررا من انتهاكات هذه المجموعة المسلّحة (نيجيريا وتشاد والكاميرون إضافة إلى النيجر وبنين) متفقة فيما بينها على وطالما المجتمع الدولي متفق على ضرورة القضاء على هذه الجماعة الإرهابية".



معترفا بالعجز الواضح الذي يعاني منه التحالف الإفريقي على مستوى الموارد اللوجستية، لفت بامبو إلى أنّ هذه القوة ستحتاج إلى دعم من دول افريقية أخرى مثل أنغولا وجنوب افريقيا، بما أنّهما تعتبران من أغنى بلدان القارة السمراء، أو من القوى الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، التي تقدم نفسها على انها "راعية للسم والامن الدوليين".



وفقط في حال توسّع الأطراف المشاركة في التحالف ليشمل أطرافا اقليمية أو دولية أخرى بما يشكل "تحالفا دوليا"، يتابع الباحث، فإنّ "الأخيرة ستحتاج إلى قرار أممي يمنحها الشرعية اللازمة".



أمّا فيما يتعلّق بتعطّل الإطلاق الفعلي للتحالف، فتطرّق بامبو إلى جملة من العوامل الكامنة وراء ذلك، أبرزها "غياب التنسيق بين الأطراف والجهات الفاعلة (ضمن القوة المشتركة)، وبروز مشاحنات بينها، إضافة إلى معضلة التمويل، والتي لا يمكن لبلدان حوض بحيرة تشاد ولا فرنسا تحمّلها لوحدها".



فالمؤكّد بحسب الخبير أنّ عدم حصول التحالف المتألّف من جنود من الجيوش النظامية لبلدان حوض بحيرة تشاد، على الدعم، سيفقده القدرة على مواجهة مجموعة مسلّحة تحذق حرب العصابات المرتكزة على معارك تخوضها وحدات متنقلّة ومرنة، واختلال موازين القوى المحتمل هذا يعود إلى "تواضع ومحدودية الموارد اللوجستية والمالية للتحالف، إضافة إلى عدم تناسق أدوات الحرب للبلدان المعنية بإرسال وحداتها ضمن القوة المشتركة، وعدم توفّر رؤية على نطاق واسع".



وبخصوص الضبابية التي لا تزال تخيّم على الاستراتيجية الهجومية التي من المنتظر تطبيقها على الأرض، وعلى العدد الجملي لقوات التحالف، رغم أنّ بعض المصادر العسكرية تحدّثت عن تشكيل قوة قوامها 8 آلاف و700 رجل، فيما قال وزير الدفاع الكاميروني، إدغار ألان ميبيه، في مقابلة حديثة مع الأناضول، إنّ الرقم يناهز الـ 10 آلاف و500 جندي، رأى بامبو من جهته أنّ الأمر يتعلق بـ"تعتيم يندرج ضمن تكتيك عسكري استراتيجي، يهدف إلى الحفاظ على أسرار الأنظمة الدفاعية".



وفي ذات الصدد، اعتبر المختص في المجموعات المسلّحة، السنغالي باكاري سامبي، في مقابلة مع الأناضول، إنّ إرسال 500 عسكري من أصل قوة تضم ألفين و450 رجلا تشارك بها الكاميرون ضمن التحالف الافريقي، إلى تشاد، يحمل دلالات متعدّدة أبرزها أن "نجامينا تريد تأكيد دورها القيادي للمنطقة وحامي السلام فيها، سيّما وأنّ المقرّ الرئيسي للقوة المشتركة يقع في العاصمة التشادية، في إشارة تحمل أبعادا عسكرية ودبلوماسية في آن، تمكّن الرئيس التشادي إدريس ديبي من إعادة التموقع في منطقة الساحل والصحراء الافريقية مع شركائه التقليديين".



سامبي رأى أنّ "المسألة اللوجستية والتمويلية لعملية عسكرية ضدّ بوكو حرام ستفرض نفسها، للأسف، على المدى البعيد، وسنضطرّ في النهاية إلى طلب تفويض من الأمم المتحدة لإقامة تحالف دولي لن يكون للهيئات الافريقية القدرة على التأثير في توجّهاته الكبرى بسبب الانقسامات وحرب الزعامات المندلعة في المنطقة".



ومع أنّ القوة الافريقية المشتركة أنشئت في 11 يونيو حزيران الماضي، بمقتضى قرار منبثق عن قمة رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في لجنة بحيرة تشاد وبنين، والتي تحوّلت، خلال السنوات الأخيرة، إلى مسرح لانتهاكات بوكو حرام المتواترة، إلاّ أنّ إطلاقها الفعلي يواجه عقبات عديدة لأسباب مختلفة. 



وتغطّي القوة 3 مناطق عسكرية تمتدّ الأولى من شمالي الكاميرون وصولا إلى بحر تشاد، فيما تشمل الثانية مدينة "غامبارو" شمال شرقي نيجيريا، والثالثة في مدينة "باغا" بالحيّز الجغرافي نفسه (شمال شرقي نيجيريا)، وفقا لمصدر عسكري كاميروني. وتهدف هذه القوة إلى خلق مناخ آمن في المناطق المتضررة من أنشطة المجموعة النيجيرية، وتيسير العمليات الانسانية لمساعدة السكان المستهدفين، وذلك في حدود القدرات المتوفرة لهذه القوة.



وتشنّ قوات الدفاع التشادية والكاميرونية والنيجرية، منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، هجمات ضدّ "بوكو حرام"، أسفرت، حتى الآن، عن مقتل أذكثر من ألف عنصر من مقاتلي المجموعة المسلّحة، و100 من جنود التحالف الافريقي، بحسب بيانات رسمية متفرّقة صادرة عن السلطات التشادية والكاميرونية. - Tunis



 
Latest News





 
 
Top News