Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 26/04/2024 09:40 
News  > 

نوعان من الإسلام السياسي: أردوغان وداعش

07.07.2015 13:20

ممتاز أر توركونهسلاح المزاح قوي جداً بحيث يركع أمامه حتى الإرهاب الدموي. تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي مقولة مفادها سُئل ممثل داعش: "لمَ لا تقاتلون اليهود أبداً؟" فأجاب: "لكي نحاربهم يجب قبل كل شيء أن يكونوا مسلمين!".يَعتبر تنظيم داعش إراقة الدماء سبب وجوده، إلا أنه يقود حربه الاستراتيجية الحقيقية.

ممتاز أر توركونه

سلاح المزاح قوي جداً بحيث يركع أمامه حتى الإرهاب الدموي. تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي مقولة مفادها سُئل ممثل داعش: "لمَ لا تقاتلون اليهود أبداً؟" فأجاب: "لكي نحاربهم يجب قبل كل شيء أن يكونوا مسلمين!".

يَعتبر تنظيم داعش إراقة الدماء سبب وجوده، إلا أنه يقود حربه الاستراتيجية الحقيقية ضد الفصائل الإسلامية الأخرى بصورة لا تقبل التنازلات. حيث يستهدف المجموعات الراديكالية الإسلامية حتى قبل المسلمين المؤمنين بوحدانية الله ورسله فقط. والعداوة نفسها تكنّها منظماتُ النصرة وطالبان والقاعدة تجاه داعش أيضاً. فلماذا تعادي التنظيمات المتشددة أشباهَها من المجموعات الأخرى بالدرجة الأولى؟ يجب البحث عن السبب في أن العنف غراء لا ينفصل عن الأيديولوجية. وذلك لأنه لكي يخوض هؤلاء غمار حرب ضد معارضيهم مستخفين بالموت الذي يتربص بهم، ويقتلون الناس بلا تردد ولا هوادة، يجب ألا يساورهم أي شكّ في مصداقية وحقّانيةِ عقيدتهم وأيديولوجيتِهم، وقدرةِ جماعتهم على تمثيل الحقيقة المطلقة. وبما أن الانتقادات التي تبدو الأقرب إلى الحقيقة تأتي من المجموعات المشابهة، وتكون شخصية أكثر من كونها موضوعية، فمن الضروري أن يوجّه هذا التنظيمُ أشد أنواع العنف إلى نظيره من التنظيمات الأخرى المنحدرة من العائلة ذاتها حتى يضمن استمرارية وجوده. هذا ليس بمزاح أبداً؛ فتنظيم داعش، إلى جانب فرضه الضرائب، يقود حربا دموية ضد المجموعات الإسلامية الأخرى من أجل السيطرة على مزيد من المناطق، وقد قتل كثيرين من عناصر النصرة والقاعدة وطالبان.

إذن ثمة شرط لا غنى عنه من أجل إنتاج العنف بكل هذه البساطة والسهولة: فكرة بسيطة وواضحة: تضع المجموعاتُ الإسلامية الراديكالية وصفة أيديولوجية - تماماً مثل التنظيمات الماركسية - تستوعبها كلمات أو شعارات عدة. وهذا هو الأمر الذي يفسّر سبب ترديد وتكرارِ "العدمية السلفية" بعضَ الآيات والأحاديث التي تستنبطون منها تفسيرات مبررة لعنفهم وقتلهم، وإعلانِهم التفسيرات الأخرى "كفراً" بعد تحويل تلك الآيات والأحاديث إلى قواعد ومبادئ بسيطة ومفهومة. لماذا يشكّل التفسير السلفي" الجهادي" الذي لا يعدو أكثر من مواد عدة بسيطة، مرجعية لأيديولوجية العنف الممارَس اليوم؟ لأنهم لا يصوغون نمط حياةٍ على ضوء التفسير الإسلامي، بل على النقيض من ذلك، ينتجون تفسيراً انطلاقاً من الحياة التي يعيشونها.

إن الذين يرون تقارباً بين داعش وسياسات العدالة والتنمية أو" الإسلام الأردوغاني" يغفلون الفرق الشاسع بينهما من حيث إنتاج العنف. هل أردوغان إسلامي؟ طبعاً هو كذلك. ولكن أين الفرق الشاسع الذي يمنع الجمع بينهما؟ إن القفاز الذي يرتديه أحدهما لتسويغ عنفه يتحوّل في يد الآخر إلى أداة تحول دون تلطّخه بأوساخ وأدران السياسة. لكن على كل حال فكلاهما قفاز، أي عبارة عن أداة فقط. فالإسلام السياسي في تركيا اتخذ الدولة دعامة احتياطية لنفسه، غير أنه مضى في طريقه بوقود الشرعية الذي نقلته من سفينة الدولة التي يجرّها وراءه. حاولوا أن تستحضروا في أذهانكم صورة قارب لقرصان يسحب من ورائه سفينة حرب عملاقة!

نعم، إن الفرق عميق، ولكن طالما الحديث عن الإسلام السياسي فإن آليته تعمل بطريقة مشابهة. فالإسلاميون يسخّرون القوة التي حصلوا عليها لفرض الطاعة على المسلمين وإخضاعهم لأنفسهم والقضاء على بقية المجموعات الإسلامية بالدرجة الأولى. وماذا يمكنكم ويسعكم أن تقولوا؟! فهم إسلاميون ويديرون دفة الدولة، فكيف لهم أن يسمحوا للمسلمين الآخرين بمقاومة قوتهم وبقية الإسلاميين بانتقادهم؟ فالإسلام السياسي يحتمي من جهةٍ بمدرعات الحماية في قمة الدولة، ومن جهة أخرى لا يسمح بوجود معتقد أو فكر مغاير له.

حكومة أردوغان التي استمرت 13 عاما والتي آلت إلى طريق مسدود خاصة في فترتها الأخيرة، أفرزت كياناً مزدوجا في إدارة الدولة. فمن جانب استمرت العملية الروتينية للدولة ضمن ديمقراطية الأحزاب والتسلسل الهرمي للمؤسسات الدستورية، ومن جانب آخر تمتّ عملية" إعادة ضبط المصنع" لتركيا وتحويلها على ضوء قواعدَ وتنسيقِ هيئة شرعية هي بمثابة مرجع للإفتاء تضمّ شخصيات من العلماء والشيوخ من أمثال خير الدين كرامان. ولابدّ أن نؤكّد أن هذا التحوّل لم يكن نحو دولة الإسلام، بل تم إنتاج وتطوير هذا الكيان المزدوج من أجل التمهيد لأوتوقراطية استبدادية جديدة. فعلى سبيل المثال لم يتقرّر توسيع نطاق تدريس المواد الدينية في المدارس بعد نقاشه وقبوله لدى الأحزاب أو المؤسسات السياسية الرسمية في أية مرحلة من مراحله، بل تم نقاشه وقبوله من قبل هذه الهيئة الإسلامية غير الرسمية، ومن ثم عرض على البرلمان ضمن حزمة قوانين. وما كوْن إحاطة وشمولية هذا النظام الذي سقط عنه القناع مع ظهور فضائح الفساد والرشوة الكبرى في 17و25 ديسمبر 2013 إلى هذا المدى سوى أثر هذه الهيئة ذاتها التي أصدرت فتاوى جواز أخذ تبرعات وعمولات من الشركات المشاركة في المناقصات والعطاءات الحكومية بصورة غير رسمية. وللحديث بقية...



 
Latest News

  • غزة.. هل تجمع الأردن وإيران على مسار إصلاح العلاقات؟
  • لقاء واتصال هاتفي بين وزيري خارجية الأردن وإيران خلال أقل من 24 ساعة الأسبوع الماضي، مع تصريحات ودية متبادلة بشأن العلاقات الثنائية أستاذ العلوم السياسية بدر الماضي: علاقات الأردن وإيران قائمة على عدم الثقة منذ 2005.
  • 31 minutes ago...


  • مفاوضات السودان بجدة.. دوافع الاستئناف وفرص النجاح
  • توقعات باستئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بمدينة جدة في مايو المقبل المحلل يوسف حمد: من أبرز دوافع احتمال استئناف المفاوضات تفاقم الكارثة الإنسانية، وعجز أي من طرفي الحرب عن الحسم عسكريا المحلل عثمان فضل الله: الجيش يخشى "تداعيات بالغة الخطورة" ويرغب في إنهاء القتال عبر.
  • 16 minutes ago...


 
 
Top News