المانغو الإيفوارية تواجه خطر الحظر الأوروبي

أبيدجان (كوت ديفوار)- إيسياكا نغيسان/ الأناضول - 



المانغو، هذا المنتج الذي يشكّل دعامة الزراعة الإيفوارية، ومحرّك الإقتصاد المحليّ، يجد اليوم نفسه تحت رحمة الاتحاد الأوروبي، المنطقة التي تحتكر السواد الأعظم من صادرات البلد من هذه الفاكهةا، حيث هدّد، مؤخرا، بإغلاق أسواقه أمام المانغا الإيفوارية، جراء إصابة الأخيرة بالأمراض والآفات.



هذه الوضعية أضحت مصدر إزعاج بالنسبة للمنتجين والمستثمرين على حدّ السواء خوفا من تلف المحصول، رغم تطمينات الحكومة.



ووفقا لوزارة الزراعة الإيفوارية، بلغ انتاج كوت ديفوار من المانغو، في 1996، حوالي 6 آلاف طن سنويا، قبل أن ترتفع خلال الأعوام الموالية بشكل مستمر، لتصل إلى 100 ألف سنويا، 20 % منها مخصّصة للتصدير نحو الأسواق الأوروبية.



أرقام رشّحت كوت ديفوار لنيل المرتبة الأولى في لائحة منتجي ومصدّري المانغو في القارة الإفريقية، والثالثة عالميا خلف كلّ من البرازيل والبيرو، بمعدّل تصدير سنوي يناهز الـ 20 ألفا و475. ومع ذلك، تواجه البلاد، خلال الموسم الحالي، إشكالا جدّيا، بحسب الفاعلين في القطاع، والذين يقيم معظمهم في منطقة كورهوغو شمالي كوت ديفوار.



وتفاقمت المخاوف بشأن مصير المانغو الإيفوارية لهذا الموسم، على خلفية التهديدات التي أطلقها، مؤخرا، الاتحاد الأوروبي، ولوّح من خلالها بأنّه سيغلق فضاءاته أمام هذا المنتج المعرّض لوخزات الذباب. وبما أنّ الـ "كينت" والـ "أميلي" هي أبرز أصناف المانغو المعنية بالتصدير نحو الوجهات الأوروبية، فقد أصاب المنتجين ومختلف الفاعلين المرتبطين بهم إحباط مرده الخشية من ركود قد يعود عليهم بالوبال.



أمّا فيما يتعلّق بوخزات الذباب التي تعرّضت لها المانغو الإيفوارية، والتي كانت وراء سبب إمكانية إقصائها من الأسواق الأروبية، فقد أكّدت دراسة صدرت مؤخرا حول المانغو، عن الوكالة الوطنية لدعم التنمية الريفية، وممولة من طرف مركز التجارة الدولية بجنيف، تعرّض هذه الثمرة إلى "الإصابة بالطفيليات والأمراض على غرار ذباب الفواكه، والبثور والبق الدقيقي"، وهذه الأمراض يمكن أن تتسبب في إتلاف 40 إلى 60 % من المحصول.



الدراسة نفسها ربطت انتشار الآفات والأمراض بتواضع إمكانيات المنتجين، وخصوصا فيما يتعلق بـ "صعوبة الحصول على قروض بنكية". يضاف إلى ذلك نقص الضمانات، والجهل بالإجراءات البنكية، وعدم توفر الحرفية اللازمة في مجال التصدير، وضعف الاستثمارات في قطاع المانغو عموما.



وللتصدّي لهذا الخلل الذي ينذر باندثار محصول العام، أبدت الحكومة الإيفوارية اهتماما كبيرا بالموضوع، تجسّد من خلال جملة التدابير التي أقرتها. ففي فبراير/ شباط الماضي، خصصت وزارة الزراعة مبلغا بقيمة 1.7 مليار فرنك افريقي (3.4 مليون دولار) لحماية المحصول من التلف، والتصدّي لوخزات ذباب الفاكهة، ووضع مخطط عمل من أجل إنعاش القطاع، بحسب وزير الزراعة الإيفواري مامادو سانغافوا كوليبالي.



كوليبالي قال، مؤخرا، في تصريح صحفي، أنّ "المانغو تحظى، اليوم، بمكانة هامة في التنمية الاقتصادية لكوت ديفوار، بمتوسط مردودية يناهز الـ 4 أطنان في الهكتار الواحد".



 ورغم جملة الإشكالات التي تواجهها، بما في ذلك الأمراض وضعف المعالجة المحلية، تمتلك المانغو الإيفوارية جميع الميزات التي تؤهلها لأن تكتسح الأسواق المحلية عن جدارة.



ووفقا لعدد من الخبراء الاقتصاديين، فإنّ تنامي الطبقة الوسطى في كوت ديفوار والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، المتطلّع إلى الحصول على مانغو بجودة رفيعة، من شأنه أن يوفر للمنتجين والمستثمرين آفاقا واعدة، لتحسين الجودة والكم في الآن نفسه من الإنتاج.



وتمتد المساحات المخصصة للمانغو، حاليا في كوت ديفوار، على أكثر من 46 ألف هكتار، كما تحتلّ هذه الثمرة المرتبة الثالثة ضمن صادرات البلد، بعد الأناناس والموز، ويوفّر القطاع في مجمله أكثر من 35 ألف موطن شغل، وفقا لإحصائيات وزارة الزراعة الإيفوارية.



المصدر نفسه أوضح أنّ المانغو، المنتشرة خصوصا في المناطق الشمالية للبلاد، تساهم بـ 3 إلى 4 % من الناتج المحلّي الإجمالي الوطني، وبـ 8 إلى 10 % من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي (مجموع القيمة المضافة للقطاع الزراعي في البلاد).



  وتحظى المانغو الإيفوارية المعروفة بطعمها اللذيذ بإقبال كبير من طرف العديد من الدول الأوروبية أبرزها هولاندا وبلجيكا وفرنسا إلى جانب كلّ من المملكة المتحدة وإسبانيا ولوكسمبورغ.



 



ــــــــــــــــــ



أعدّته للنشرة العربية: ليلى الثابتي - Fildişi Sahili Cumhuriyeti