تركيا تتحول إلى سجن كبير

رحمي طوران – جريدة سوزجو

تفاقمت المظالم وضياع الحقوق في بلادنا ووصلت إلى مستوى الركبة أو ما فوقها!.. ولا أظن أن هناك دولة انتُهكت فيها حقوق الإنسان إلى الحد الذي وصل إليه الأمر في تركيا. وقرارات محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تُظهر للعيان وضع دولتنا الذي يُرثى له. فتركيا هي أكثر الدول تعرضا لعقوبات بسبب انتهاك حقوق الإنسان فيها.

وتشير قرارات المحكمة المذكورة إلى أن الآلاف من مواطنينا تعرضوا للمظالم من قبل دولتنا.

في الحقيقة أن حزب العدالة والتنمية أثبت نجاحه المتميز في ملء السجون. إذ حول البلاد إلى سجن كبير خلال 13 سنة. ولايزال إنشاء السجون الجديدة على قدم وساق لكن ذلك كله لا يكفي لمواكبة تزايد المعتقلين والمسجونين باستمرار!

فقبل سنتين و3 أشهر، أي في نهاية 2012 كان في السجون 136 ألفا و 20 سجينا فقط. وارتفع هذا العدد ارتفاعا مخيفا في نهاية 2014 ليصل إلى 165 ألفا و 33 سجينا بعد انضمام 29 ألفا من المعتقلين الجدد إلى السجناء السابقين.

وإن عدد الموقوفين الذين لاتزال محاكماتهم مستمرة هو 22 ألفا و 919 شخصا…

وثمة أكثر من 5 آلاف امرأة سجينة.

وإلى جانب تلك النساء هناك نحو 300 طفل لاتتجاوز أعمارهم 6 سنوات. وهؤلا هم الضحايا الأبرياء الذين يعانون المحن ومشقة السجن إلى جانب أمهاتهم.
وإن الطاقة الإستيعابية للسجون الموجودة في تركيا هو 163 ألفا و129 سجينا فقط.

واليوم تكتظ السجون بأعداد تفوق استيعاب السجون. ففي بعض الغرف في السجون التي تستوعب 18 شخصا في الظروف العادية يعيش فيها 25 شخصا. وأعلنت اللجنة البرلمانية لمتابعة حقوق الإنسان أن الازدحام في غرف السجون وصل إلى درجة غير إنسانية.

هذه هي تركيا العدالة والتنمية!

فقد تحولت بلادنا إلى سجن كبير!