رئيسة الأرجنتين حزينة لوفاة القاضي نيسمان معتبرة اتهاماته لها متناقضة

بويس آيرس/سلطان تشوغالان/الأناضول



صرّحت رئيسة الأرجنتين "كرستينا فرنانديز دي كيرشنر"، أنها شعرت بالحزن، لوفاة القاضي "ألبيرتو نيسمان"، الذي وجد ميتاً في بيته، في كانون ثاني/يناير الماضي.



جاءت تصريحات كيرشنر في كلمة ألقتها في افتتاحية مؤتمر الأرجنتين 113 الحكومي، والتي شرحت فيها سياسة الحكومة الإقتصادية، فيما تعتبر كلمة فرنانديز أمام المؤتمر، هي الأخيرة، قبل الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في تشرين أول/أكتوبر المقبل.



وتطرقت كيرشنر إلى عبارات الإشادة بها، التي استخدمها الادعاء العام، في الوثائق المتعلقة بقضية القاضي نيسمان، كما أشارت إلى وثيقتين كتبهما نيسمان إحداهما في كانون أول/ديسمبر، والأخرى في كانون ثاني/يناير الماضيين، تطرق فيها إلى خطابها (كيرشنر) في الأمم المتحدة، بشأن الهجوم الذي تعرض له مقر جمعية الأرجنيتين - إسرائيل عام 1994.



وأشارت كيرشنر أن القاضي نيسمان كان متناقضاً في الاتهامات التي وجهها لها، بشأن التستر على مسؤولين إيرانيين قد يكونون متورطين في الهجوم المذكور، وتساءلت قائلةً، "عمن ينبغي أن أتحدث؟ عن نيسمان الذي اتهمنا بإخفاء التحقيقات؟ أم عن نيسمان الذي اعترف بإجراءاتنا التي سعت لتحقيق العدالة؟!!"، بحسب قولها.



ورفضت كيرشنر جميع التهم الموجهة لها على خلفية القضية، مشيرةً أن الاتهامات معيبة بحق جميع الأرجنتينيين.



ولدى خروج رئيسة الأرجنتين من مبنى المؤتمرات، كان في انتظارها الآف المواطنين، يحملون اليافطات، عليها عبارات مؤيدة لها، كما قاموا بالتلويح لها، فيما تشير استطلاعات الرأي، أن شعبية كيرشنر تراجعت بعد مقتل القاضي نيسمان.



وكانت السلطات الأرجنتينية عثرت على جثة القاضي نيسمان غارقةً في بركة من الدماء، وبجانبه مسدس من عيار 22 ملم، وكان من المقرر أن يدلى نيسمان، بمعلومات بشأن تحقيقات كان يجريها في قضية، يرد فيها إسما كيرشنر، ووزير الخارجية "هكتور تيمرمان"، أمام جلسة مغلقة في البرلمان، كانت ستعقد في اليوم التالي من وفاته، في 19 كانون ثاني/يناير الجاري، وتناقلت وسائل الإعلام المحلية أنباءً، عن أن القاضي نيسمان، المعين من قبل رئيس الأرجنتين السابق "نيستوركيرشنر" قبل 10 سنوات، صرّح بأنه يعتزم تقديم شهادات حصل عليها من أعضاء الحزب المعارض، ضد كيرشنر.



واتهم نيسمان رئيسة الأرجنتين بعرقلتها الاتهامات الموجهة إلى 5 إيرانيين، مشتبه بضلوعهم في التفجير الذي استهدف مقر الجمعية الأرجنتينية الإسرائيلية (أميا)، في 18 تموز/يوليو 1994، والذي راح ضحيته 85 قتيلًا، والمئات من المصابين، ويعتبر أكبر هجوم دموي شهدته البلاد.



جدير بالذكر أن الرئيسة كيرشنر، عملت على تشكيل لجنة مشتركة مع إيران، في العام 2013، بغية التحقيق في الهجوم، ولكنها ما لبثت أن تراجعت، بعد انتقادات طالتها من إسرائيل، ويهود الأرجنتين، التي يعيش فيها أكبر نسبة من اليهود الموجودين في أمريكا اللاتينية، حيث يفوق عددهم 200 ألفاً. - Buenos Aires