سوريا.. انقطاع الكهرباء يجعل المولّدات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها

حلب/ أحمد محلي، محمد مستو/ الأناضول 



أجبر الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في مناطق سيطرة المعارضة بسوريا؛ السكان فيها على البحث عن وسائل بديلة لتأمين الكهرباء، فبدأوا باستخدام البطاريات القابلة للشحن، ومن ثم انتقلوا إلى المولّدات الصغيرة وانتهى بهم المطاف إلى المولّدات الكبيرة، التي انتشر استخدامها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حتى لا يكاد يوجد تجمع سكني إلا وفيه مولّد، يقوم بتأمين الحد الأدنى من الكهرباء  للمقيمين فيه.   



أما آلية عمل تلك المولّدات؛ فتعتمد على قيام شخص في كل تجمع سكني بشراء المولّد، وتأمين تشغيله وتوفير الوقود له والصيانة، ومد الكابلات اللازمة للبيوت، وذلك مقابل حصوله على مبلغ نقدي من كل بيت يتناسب وحجم استهلاكه.



 وظهرت هذه الخدمة أولاً في المناطق "المحررة" المسيطر عليها من قبل المعارضة، لتنتقل مؤخراً إلى المناطق التي بقيت تحت سيطرة قوات النظام، والتي تعاني هي الأخرى من انقطاع الكهرباء، وإن بدرجة أقل من تلك التي تحدث في مناطق المعارضة.



وأفاد "محمد علي" صاحب مولّدة آمبيرات في تل رفعت بريف حلب الشمالي للأناضول؛ أن الأمبيرات جاءت لتلبية احتياجات الناس خاصة مع انقطاع شبه كامل للكهرباء، وأن عدد البيوت التي يتم تخديمها يعتمد على استطاعة المولّدة، وأضاف "مثلا لدي مولّدة استطاعتها 300 كيلوفولت تعطي 1360 آمبير، تزود  ما يقارب من 500 منزل، حسب حاجة المنزل المستهلك للكهرباء".



أما مبدأ عمل الآمبيرات فيقوم على وضع لوحات توزيع في رأس كل شارع، هذه اللوحة تحوي على قواطع تفاضلية، كل قاطع خاص بمنزل معين، ويمتد خط تغذية يعرف بالخط الساخن إلى اللوحة من المولدات، فيما يتم الحصول على الخط البارد من أعمدة الكهرباء .وتعمل الآمبيرات وسطيا عشر ساعات يومياً.



من جانبه أوضح "عبيدة جابر" - أحد المستفيدين من خدمة الكهرباء - لـ "للاناضول": "لا يوجد بديل أمامي سوى الأمبيرات، فحتى الشواحن الكهربائية بحاجة للكهرباء لتشحن، والكهرباء أصبحت غير موجودة حالياً. لقد أصبح لدينا ميزانية خاصة للكهرباء إضافة لما نعانيه من غلاء في المعيشة، ولكن الحاجة أقوى من كل شيء، الظلام أعمى عيوننا، ونريد أن نحافظ على حد أدنى من الحياة الكريمة". - Halep