الغرب لن يتبنى نهجا رافضا للقمع في الدول العربية بعد هجمات باريس

13.01.2015 11:18

القاهرة/ حسين القباني/ الأناضول.

القاهرة/ حسين القباني/ الأناضول- 



قال محلل بمركز الدراسات العربية (غير حكومي)، اليوم الثلاثاء، إن الغرب "لن يكرر" دعمه للحريات ورفض القمع بالمنطقة العربية، بعد الهجوم الدامي على أسبوعية "شارلي إبدو" الفرنسية، على غرار ما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.



وفي تصريحات للأناضول، أوضح مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية:  "الواقع يرصد زيادة التناغم العربي الغربي، وهو ما سيجعلنا نري التعاون الاستخباراتي والأمني الأعلي صوتا بينهما الفترة المقبلة وسيتم التواصل لمكافحة أي نطاق للإهارب سواء وجد أم لا".



وأضاف غباشي: "سنأخذ فقط من 11 سبتمبر ما رأيناه في تقرير الـ(سي آي أيه/ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية) الأخير من تعاون استخبارتي عربي غربي كبير، يساعد علي استقرار الأوضاع في الغرب، ولن يكون هناك حديث عن الحريات ورفض القمع". 



وفي ديسمبر/ كانون أول الماضي، نشرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي،  تقريرا يكشف فيه تعاون دول عربية مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في استجواب عدد من المشتبه بهم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ آيلول 2001. 



وحول أسباب تواري الحديث عن تعزيز الحريات في المنطقة العربية الفترة المقبلة، تساءل غباشي: "العالم الغربي سيحدث من عن الحريات؟"، مضيفا: "هناك عالم عربي منقسم، في سوريا وغيرها وحتي مصر التي لها وضعية خاصة".



وتابع نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية أن "الغرب هو الآخر سيتخذ خطوات نحو تقييد ومراقبة الحريات بعد الحادث الفرنسي الأخير وستشعر بها الأقليات أو الجاليات المسلمة".  



وقال غباشي أيضا: "بوضوح، بعد 11 سبتمبر/ أيلول 2001، تراجع الغرب عن دعم القمع في المنطقة العربية، ونادى بالحريات والديمقراطية، لكنه لن يكررها هذه المرة بعد أحداث باريس 2015 وسيقدم العرب له تنازلات استخباراتية وأمنية كما قلنا".



وأضاف غباشي: " الجميع سيكتفون بالتركيز في مواجهة الإرهاب الذي بدأت حملته من قبل الحادث الفرنسي".



وبعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، قادت الولايات المتحدة نهجا سياسيا، منادي بالديمقراطية وإطلاق الحريات في الوطن العربي، تحت شعار "تجفيف منابع الإرهاب"، بعد أن ربط منظرون غربيون بين الاستبداد والقمع ونمو الحركات الإرهابية.



 وقتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرين، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبه هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الثلاثة الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.



وشارك نحو 50 من زعماء وقادة العالم، أمس الأول، في مسيرة "الجمهورية" المناهضة للإرهاب، في باريس، بينهم مسؤولين عرب يتقدمهم الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا العبد الله، وسامح شكرى وزير الخارجية المصري.



وهناك ترتيبات يقرها العالم الغربي منذ فترة لمكافحة الإرهاب، بدأت مع اجتماع في مدينة جدة السعودية (غرب)، في سبتمبر / أيلول الماضي ، بحضور 11 دولة من الشرق الأوسط (دول الخليج الست وتركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان)، بمشاركة واشنطن، لبحث مكافحة "الإرهاب"، وتنظيم "داعش" الذي يطلق على نفسه "الدولة الإسلامية"، قبل أن يجتمع بعدها بأيام ممثلو أكثر من 20 دولة في باريس، لبحث الخطوات العملية وتوزيع الأدوار في ضرب "داعش" تحت مظلة تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة. - Kahire

In order to provide you with a better service, we position cookies on our site. Your personal data is collected and processed within the scope of KVKK and GDPR. For detailed information, you can review our Data Policy / Disclosure Text. By using our site, you agree to our use of cookies.', '