Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 25/04/2024 22:39 
News  > 

في حي "النصر" الراقي بالعاصمة التونسية.. الأمن والناخبون في حالة استنفار

21.12.2014 17:11

في حي النصر الراقي بالعاصمة التونسية، أطبق الوجوم على ناخبين جلّهم من المسنين، وبدا أنّ تلك الطوابير الثمانية لا تنتظر سوى الفراغ من عملية التصويت والإسراع نحو سياراتهم الرابضة أمام مراكز الاقتراع.

تونس/ الأناضول



وجوه واجمة وصمت مطبق أشاع، في مركز اقتراع "النصر 1"، أحد الأحياء القارة بالعاصمة التونسية، بمناسبة انتخابات الدور الثاني للرئاسية التونسية، سكونا بدا متناقضا مع الحيوية البادية على وجوه ناخبي الحيّ نفسه خلال الدور الأول للرئاسية وحتى خلال الانتخابات التشريعية التي جرت بتونس أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.. كان الجميع في حالة استنفار قصوى شبيهة بما عليه وحدات الأمن والجيش المتمركزة بالمكان.



الوجوم نفسه خيّم على الشوارع الجانبية المحاذية لمركز الاقتراع.. هناك حيث اصطفّت طوابير من السيارات في انتظار من نزل منها للتصويت. وداخل معظم العربات الرابضة بانتظام، يتراءى شبح سائق بدا على تمام الأهبة للمغادرة بمجرّد أن يطلّ شبح صاحب السيارة من باب مركز الإقتراع.



وفي المدخل الأمامي للمركز، تماما كما في منفذه الخلفي، وقف اثنين من رجال الشرطة مرتدين سترات واقية وقبضتهم تحيط بسلاح بدوا على تمام الأهبة لاستخدامه في أيّ لحظة. أمّا في الداخل، أي بعد اجتياز الباب الخارجي، فقد وقف اثنين من الجنود التابعين للجيش التونسيين، وهما على تمام الأهبة للتعامل مع أي وضع غير طبيعي.



"خلال الدور الأول" تقول سيدة مسنة بدت عليها علامات التعب، "توقّفت بسيارتي أمام باب المركز مباشرة، أمّا اليوم، فقد كان عليّ المشي لبلوغه" بعد أن تم منع السيارات من الاقتراب من مراكز التصويت لمسافة 20 مترا على الأقل، على خلفية تنامي التهديدات الإرهابية بإفساد العملية الانتخابية.



في ساحة المدرسة، اصطفّ الناخبون في 8 طوابير أمام مكاتب الاقتراع الـ 8 التي يعدّها المركز الذي شهد تسجيل 5 آلاف ناخب في المجموع. كانت الطوابير تتألف من حوالي 10 أشخاص من البالغين، معظمهم من السيدات المسنّات، فيما سجّلت إقبالا ضعيفا للغاية من قبل الشباب..



بدا السكون سيد الموقف في تلك الطوابير التي كانت تتقدّم في بطئ وبحركة تكاد تكون آلية.. سكون يمنح انطباعا بدنوّ وقوع خطب ما، وقد يكون الناخبون أنفسهم لم يتفطّنوا إلى ذلك الوجوم الذي يغشى المكان بأسره.. ناخب في الخمسين من عمره تفطّن أخيرا إلى ما يحصل، والتفت إلى جاره في الطابور ليهمس له خوفا من أن تزعج نبرات صوته العادية المحيطين به "المهم هو أنّ يسير كلّ شيء على ما يرام ونفرغ (من التصويت)". جاره ردّ عليه، من جهته، قائلا بنفس النبرة الهامسة "نعم المهم أن ننتهي من هذا الأمر نهائيا".



 ففي هذا المركز لا يبدو أنّ أي موضوع أو أي شيء بقادر على استقطاب الاهتمام أو إثارة الرغبة في الحديث أو الضحك أو التعقيب على أيّ جزئية مهما كانت أهميتها أو تفاهتها.



رجل مسنّ كان يقف في الطابور قال وقد بدت على ملامحه بعض علامات الضجر والتعب "نحن في انتظار نهاية اليوم لنعرف إن كان الله سيريحنا أخيرا م لا.. فلقد ذهبت إلى المسجد ودعوت من أجل هذا"..



"يريحكم ممّن أو من ماذا؟.. ذاك هو السؤال الذي لم يجب عنه الشيخ المسنّ..



--------------------------------



أعدّته للنشرة العربية: ليلى الثابتي - Tunis



 
Latest News





 
 
Top News