الأناضول
جددت مصر، الأربعاء، دعوتها إلى "تغليب صوت العقل والحكمة" لحل الأزمة في قطاع غزة، مؤكدة أن حل القضية الفلسطينية هو حل سياسي، وأن الحلول العسكرية والأمنية لن تجدي نفعا معها.
صرح بذلك المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة البحرينية المنامة عشية استضافتها القمة العربية الـ33، وفق ما نقلت عنه قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية الخاصة.
وقال فهمي إن القمة العربية تأتي في مرحلة "دقيقة وحرجة جدا"، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضاف أن "كل ذلك يضع آمالا على أن يكون الصوت العربي موحدا" خلال القمة، وأن يتم "حشد الإرادة العربية لتوجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولية فاعلة وجادة للدفع في اتجاه إيجاد حلول وتسويات وخاصة للأزمة الكبرى في غزة، التي تنذر بمخاطر وتهديدات للأمن والاستقرار على مستوى الإقليم".
وبخصوص مساعي بلاده لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، قال فهمي إن مصر "بذلت جهدا فائقا بالتعاون والتنسيق مع قطر الشقيقة والولايات المتحدة لمحاولة التوصل لوقف إطلاق نار وهدنة وتبادل الأسرى والرهائن والمحتجزين وإدخال المساعدات بالكميات الكافية".
وأكد أن هذه الجهود المصرية "كانت حثيثة ومكثفة على أقصى درجة"، لافتًا إلى أن مصر "لا تزال تأمل في تغليب صوت العقل والحكمة في هذه الأزمة وصولًا إلى حل مُرضٍ".
ولفت فهمي إلى أن الموقف المصري "ثابت منذ بداية الأزمة (في غزة) وحتى الآن"؛ حيث يؤكد على أن حل القضية الفلسطينية هو "حل سياسي يجب أن يقوم على أساس تنفيذ ما هو متفق عليه كحل إقامة دولتين وليس من خلال الحلول العسكرية والأمنية التي لن تجدي نفعًا".
وأشار فهمي في هذا الصدد إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حريص خلال القمة العربية على طرح رؤية مصر للأزمة الراهنة في قطاع غزة، وكيفية حلها من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية.
وذكر أن هناك "تركيزا من مصر على أن هذه الأزمة ليست بمعزل عن المجتمع الدولي؛ فمن المفترض أن هناك نظامًا دوليًا يجب أن يتسم بالعدالة والمساواة، وأن يتم من خلاله الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعوب وحقها في تقرير مصيرها".
وأضاف أن مصر ستكون حريصة على حث المجتمع الدولي على ذلك، وهو ما سينعكس أيضًا على ما سيصدر، الخميس، عن القادة العرب من مخرجات.
وفيما يتعلق بالمسار الإنساني في الأزمة بغزة، أكد فهمي أن مصر "تحملت مسؤوليتها منذ اليوم الأول (للحرب على القطاع)، وتصدت لدور شديد الحيوية والأهمية وهو استقبال المساعدات الإنسانية من جميع دول العالم في مطار العريش" شمال شرقي مصر.
ولفت إلى أنه "يتم تنسيق وتجميع هذه المساعدات، مع إضافة المساعدات المصرية التي تمثل الأغلبية من المساعدات، التي قدمتها المنظمات الأهلية والمجتمع والشعب المصري والحكومة المصرية".
وأضاف أن مصر "تنظم كل هذه العملية، وتتحمل مشاق وعقبات وعراقيل لا حصر لها ليتم إدخال المساعدات إلى غزة لإغاثة أهالي القطاع المنكوبين الذين تعرضوا لقتل وتدمير وتشريد وتجويع وحصار".
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 114 ألفا بين قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة. -
|